كيف أتعامل مع طفلتي وبكائها المستمر؟
2020-06-30 02:02:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 8 أشهر، في الأشهر الأولى كانت في منزل عائلتي، وكان أبي يدللها كثيرا، وعندما جئنا للمنزل لوحدنا أصبحت دائمة الصراخ، تريديني أن أكون بجانبها فقط، نصحوني أن أتركها تصرخ لتهدأ بمفردها، فتركتها تبكي لوحدها، وجربت ذلك لمدة يومين، ولكن زاد الطين بلة، فأصبحت تخاف بمجرد خروجي من الغرفة، وتبكي بكاء هستيريا، للعلم من قبل كانت تجلس وتلعب لوحدها قليلا.
ما الحل، كيف أتعامل معها؟ لأنني فقدت أعصابي، وأصابني الأرق بسبب ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noura حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الطبيعي ومن الفطرة أن يتعلق الطفل الرضيع بأمه، وبالأشخاص ذوي الحس المرهف، والذين يستجيبون معه في التفاعلات الاجتماعية ويقومون على رعايته، والذين يبقون معه بصفة مستمرة لبضعة أشهر خلال الفترة من 6 أشهر إلى عامين.
إن غياب وجه الأم عن ناظر الأطفال الرضع يُخيل لهم أن الأم لن تعود ثانية، وذلك لأنهم لم يكونوا قد اكتسبوا بعد "إدراك اختفاء الشيء" وقبل أن يُكمل الرضيع عامه الأول يبدأ بفهم العالم الخارجيّ المنفصل عن جسمه وذاته، حيثُ يتكون لديه مبدأ دوام الشيء، أي أنّ الطفل يبدأ بفهم أنّ الأشياء تكون موجودة وثابتة حتّى لو اختفت عن نظره وسمعه، لذا فهذا العمر هو فترة مهمة جدا للتحفيز الحسي والمعرفي للرضيع، وغالباً ما تكون الأمهات إلى جانب أبنائها لرعايتهم واللعب معهم وتحفيز الأصوات والابتسام، ولكن ومن أجل أن "تتعود" ابنتك على غيابك، نقترح عليك اتباع ما يلي:
1- التجاهل على مراحل: إن تجاهل بكاء ابنتك مرة واحدة وأن لا تراك نهائياً هذا يعد أمرا صعبا في البداية، لذا عليك تدريب ابنتك على "التعوُّد" بمعنى أن تتعود على غيابك ولكن بالتدريج، وهذا يتم من خلال زيادة مدة بقائها لوحدها في الغرفة، وأنت التي تستطيعين وضع أوقات الانسحاب من أمام ابنتك، فقد تبدئين بخمس دقائق، ثم عشر دقائق، ثم ثلث الساعة، وهكذا، ولكن احرصي أن يكون محيط تفاعلها آمنا، وأن يكون أمامها ألعاب متنوعة تحبها، وابقي مصرة على عدم الرجوع لابنتك لاحتضانها عندما تبكي خلال المدة التي قمت بتحديدها؛ لأن الرجوع يعني فشل الخطة بالكامل.
2- تأكدي خلال فترة بقاء ابنتك لوحدها في الغرفة أن جميع احتياجاتها الأساسية قد تمت بالكامل، مثل: الغذاء، وتغيير الحفاظة.
3- اتركي لها حرية التحرك الآمن، فهذا يجعلها تستكشف العالم من حولها بما فيه من أشخاص وأثاث وأصوات وأدوات ومساحات، وتصبح تعي بالتدريج أن هناك محيطا يختلف عن محيط الأم.
وفقك الله.