زوجتي تطاولت علي بالألفاظ والأيدي، هل أطلقها؟
2020-06-29 16:47:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا رجل متزوج منذ 9 سنوات ولدي طفلان، زوجتي تطاولت علي بالألفاظ والأيدي، وحدث شجار بيني وبينها، ورددت الكلمة لي بعشر، وتلفظت عن أهلي، وقامت بتكسير أشيائي الخاصة في البيت، وهي غير مقتنعة أن فعلها خطأ، وتبرر لنفسها إنها بعد ذلك سترد الكلمة لي بعشر!
اجتنبت عنها ولا أكلمها منذ أسبوع، هل الطلاق هو الحل؟
زوجتي ينطبق عليها القول: إذا خاصم فجر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يُصلح بينكم، وأن يُهدئ الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم السعادة والآمال.
لا شك أن ما فعلته الزوجة خطئا، ولا يستطيع أحد أن يُدافع عن مثل هذا الخطأ، ولكنّ الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة ومعرفة الأسباب، ومعرفة خلفيات ما حدث، ونحن بداية نرفض فكرة الطلاق؛ لأن الطلاق هو آخر الدواء، وآخر الدواء الكي، والطلاق لا يُفرح سوى عدوّنا الشيطان، وتزداد خطورة الطلاق عندما يكون هناك أطفال، ويبدو أنك تعرف أن الزوجة عندها هذه الخاصية، ولذلك من المهم جدًّا توضيح أسباب ما حصل، وتوضيح صفات هذه الزوجة، وبيان الأشياء التي تُغضبها وتسبَّبت في توترها.
أكرر: نحن لا نوافق على ما يحصل منها جملة وتفصيلاً، تكسير الأشياء وسبّ أهلك والتطاول عليك، كل هذا لا يُقبل من الناحية الشرعية ولا يُقبل من الناحية الاجتماعية، ولا يُقبل في أعراف الناس، كل هذا نتفق عليه، ولكنّ الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة، فمعرفة الأسباب، ومعرفة ما يحصل، يعني: لماذا تكرر مثل هذه المواقف، هل هي تخاصم لأسباب فعلية تستحق الخصام؟ ولذلك نتمنّى أن يصلنا منك تفصيل، ونصيحتُنا لك ألَّا تستعجل في طلاقها، حتى تستكمل العناصر، فإن المرأة الناشز المتمردة على زوجها الخارجة عن طوعه، تحتاج إلى الوعظ أولاً، فإن نفع وإلَّا فالهجر، فإن نفع وإلَّا الضرب تأديبًا، حتى تعود إلى الصواب.
وكل هذه الأمور تحتاج إلى معرفة طبيعة هذه الزوجة، وطبيعة المشكلات التي تحدث، هل لك دورٌ فيها؟ هل للأسرة من الطرفين دور ومشاركة فيما يحصل؟ ولذلك نصيحتُنا لك ألَّا تستعجل في أمر الطلاق، وأن تبحث عن حلول أخرى، ونحن على الاستعداد في أن نكون عونًا لك إذا عرفنا تفاصيل المشكلة، حتى يكون الرأي واضحًا، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوّره، ونحن لم نتصور ما حصل، ولذلك يصعب علينا أن نحكم بشيء، ولكننا نرفض بدايةً الاستعجال بأمر الطلاق، ونسأل الله أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يؤلِّف القلوب، ويغفر لنا ولكم الزلات والذنوب.
والله الموفق.