زوجتي حديثة الإسلام وأصبحت تدخن، فهل أقوم بطلاقها؟
2020-06-28 21:40:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عندي مشكلة في علاقتي مع زوجتي، زوجتي اعتنقت الإسلام منذ عامين برضاها بعد أبحاث وأسئلة، وإيمانها قوي في جانب الإيمانيات، ولكن تطبيقها ضعيف، وهي تدرس القرآن الكريم الآن، منذ عامين لم تدخن، يعني من قبل اعتناقها الإسلام، واليوم قد دخنت لأسباب نفسية على حسب قولها!
لقد فكرت في الطلاق، ولكن شيئا بداخلي لا يدعني أفعل هذا، وأنا خائف من ردتها أو ما شابه ذلك، وهل التدخين يبيح لي أن أطلقها؟
بماذا تنصحونني يا أهل الخير؟ وكيف أتعامل مع الوضع؟ فأنا شخص قلق وسريع الغضب.
أرجو ردا سريعا منكم بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdellah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أيها الأخ الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يُعينك على تثبيت هذه الزوجة على الإسلام، وأن يُحقق لك ولها ومعها الطمأنينة والأمان والآمال.
لا شك أن الذي حدث منها من شُرب الدّخان لا يُبيح لك الاستعجال في طلاقها، وأرجو أن تنظر إلى ما فيها من إيجابيات – وقد أشرت إليها وهو الإيمان القوي ومسألة الإيمانيات وحرصها على دراسة القرآن – وينبغي أن تنتبه أيضًا إلى أن النقص يُطاردُنا، فلن تجد امرأة بلا نقائص وبلا عيوب.
وبقاؤك مع هذه الزوجة، ووضع النيّة الحسنة التي أشرت إليها من تثبيتها على الإسلام، والخوف من رِدَّتها ورجوعها عن الإسلام: هذا أمرٌ في غاية الأهمية، وإذا كنت قلقًا وعندك غضب سريع فأيضًا ينبغي أن تتعامل معها وتنبِّهها إلى مواطن الإشكال عندك، وتتفادى ما يُثير الغضب، وتتفادى النقاش وكل موقف يمكن أن يزيد التوتر، تجتهد في أن تبتعد عنه، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يُعطي الإنسان الذي يغضب وصفة، فإذا غضب الإنسان ينبغي أن يتعوّذ بالله من الشيطان، وأن يذكر الرحمن، وأن يُمسك اللسان، وأن يُهدأ الأركان، بمعنى أنه إذا كان واقفًا يجلس، وإذا كان جالسًا يتكئ، وعليه أيضًا إذا كان الغضب شديدًا أن يتوضأ، وإذا كان الغضب شديدًا عليه أن يسجد لله القائل: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} ما هو العلاج يا رب؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
فلذلك لا نرى التفكير – مجرد التفكير – في طلاقها، ولكن اجعل همّك إصلاحها وتثبيتها على هذا الدين العظيم، ويكفي في هذه المعصية أن تنصح لها، وأن تساعدها على تركها، وأنت بذلك تبرأ لك الذمَّة، لأنك نصحت وأدَّيت ما عليك، وما ذكرتَ من الإيمانيات ومن حرصها على القرآن سوف ينهاها - مع الصلاة - عن كل فحشاء ومنكر ومعصية، والمسألة تحتاج إلى بعض الوقت وبعض الصبر، فكن مُذكّرًا لها بالله تبارك وتعالى، وأحسن التعامل معها، واربطها بداعيات فاضلات وبمراكز إسلامية حتى تجد التوجيه غير المباشر، فذلك أعون لها على الثبات والعودة إلى صوابها.
نكرر لك الشكر على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجعل ما فعلته من تثبيت هذه الزوجة ومن صبرك عليها في ميزان حسناتك، ونسأل الله أن يهدينا وييسّر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.