ما يفعله أهل الزوجة حال طلب ابنتهم الطلاق لغير سبب معروف
2005-11-15 10:36:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي تزوجت من ابن عمتها، وبعد ستة شهور على الزواج طلبت الطلاق بدون أن تذكر السبب للطلاق، ودائماً تقول: طلقني وأنا أرد لك تكاليف الزواج، ولما أخبرها بالمبلغ اتضح لها أنها لا تقدر على تسديد المبلغ.
وهي الآن موجودة معي، وهجرت بيت الزوجية، وحاول جميع أفراد العائلة التحدث معها والنصيحة ولكن دون جدوى، فما العمل؟ ونصحتها كثيراً ولكن دون جدوى، فبم تنصحونني أن أفعل لترجع لبيتها ولزوجها، وهو مستعد لكل شروطها للرجوع ولكن بلا فائدة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الكريمة/ فاطمة وفقها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح حال ابنتك وأن يشرح صدرها للذي هو خير، وأن يقدر لها الخير حيث كان، وأن يرضيها به.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لا شك فيه أن يستحيل تصور وقوع خلاف أو سوء تفاهم أو قطيعة أو اتخاذ قرار ما بدون سبب من الأسباب، فكل موقف لابد أن وراءه سبب من الأسباب، وابنتك في موقفها هذا وتصميمها على عدم العودة إلى زوجها رغم هذه المحاولات لابد وأن عندها أكثر من سبب وليس سبباً واحداً، ولذلك أقترح أن تحاولي معها مرة أخرى، بل ولا مانع من أن تعلقوا طلاقها على معرفة السبب، ولو في أضيق الحدود، كأن تخبرك أنت به فقط، وهذا ممكن نظراً لطبيعة العلاقة بين الأم وابنتها، فحاولي معها لعل وعسى أن تبوح لك بالسر وراء هذا القرار، فإن وجدتيه وجيهاً ويستحق فعلاً هذا الموقف فلا تضغطوا عليها أكثر من هذا، وحاولوا مساعدتها في دفع المبالغ المطلوبة وعوضكم على الله، وإن صممت على عدم إبداء أي أسباب فبينوا لها أنكم غير مقتنعين بوجهة نظرها، وأن موقفها لا يقره شرع ولا عقل ولا عرف، وأن عليها أن تتحمل هذه التكاليف وحدها ما دامت لا تخبركم بالحقيقة.
ومن جهة أخرى أحب أن أبين لك أن الشرع أجاز للمرأة أن تطلب الطلاق للضرر، وهذا من حقها بلا خلاف، فإن كان هناك ضرر لا تستطيع تحمله أو ترى أنها لا تطيقه فلها كذلك أن تطلب الطلاق، أما مجرد طلب الطلاق بدون إبداء أي سبب يعتبر شرعاً فهذا نوع من الظلم الذي حرمه الله، خاصة وأن زوجها أبدى استعداده لتلبية كل ما تطلب أو تشترط، وهذا تجاوب معقول، وأرى كذلك أن لا مانع من الاستعانة ببعض الدعاة الصالحين الثقات عندكم لمحاولة إقناعها أو فهم وجهة نظرها وبيان حكم الشرع لها، فإن أبدت أي سبب ولو تافه أو بسيط فأرى أن تستجيبوا لها بعد محاولة إقناعها بالعدول عن قرارها.
فإن لم تفلح هذه الوسائل فساعدوها في الطلاق إن أبدت أي سبب ولو بسيطاً حتى لا تصبح حياتها جحيماً أو قد تفعل ما لا يرضي الله عياذا بالله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مساعيكم.