الشعور بالوحدة وضعف الشخصية وعدم اهتمام الآخرين
2005-10-26 10:15:25 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أشعر بالوحدة، فلا أحد من حولي يفهمني أو يشعر بمشاكلي، أما أنا فإنني أستمع دائماً لمشاكل من هم حولي وأساعدهم كثيراً، وعندما أبدأ بالتكلم معهم عن مشاكلي لا يعيرونها أي أهمية أو يسمعونها، بل يبدءون بالتحدث عن مشاكلهم وإن سمعوني فلا يستطيعون مساعدتي؛ لذلك أنا أشعر بالوحدة ومشاكلي لا يوجد أحد يساعدني في حلها، فماذا افعل؟
وكذلك عندما أتكلم مع الناس سواء أقربائي أو أصدقائي عندما ينتقدونني أو يقولون شيئاً يضايقني لا أستطيع الرد عليهم، وعندما أعود للبيت أقول: لو أنني قلت كذا وكذا؛ لذلك أشعر بأن شخصيتي ضعيفة، فما هو الحل أرجوكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه المشاعر السلبية نحو الذات ونحو شخصيتك في نظرنا تعود على أنك تقيمين نفسك وذاتك وشخصيتك بصورةٍ سلبية تفتقد إلى الإيجابية، كما أنه من الجائز جداً أنك حساسة في تصورك للآخرين، وفي مراقبتك لنفسك.
أنتِ ذكرت أن الآخرين يتحدثون دائماً عن مشاكلهم ولا يستمعون لك، وأقول: لماذا لا تأخذي هذا المسلك من جانبهم على أنك لديك المقدرات التي تستطيعين من خلالها أن تحلي مشاكلهم، ولذا فهم دائماً يلجئون إليك ويتحدثون عن مشاكلهم! فهذه في نظري نقطة إيجابية جداً، أرجو أن تستغليها استغلالاً حسناً، وأن لا تفسري الأمور دائماً بصورةٍ إسقاطية، وأن الآخرين لا يعروك أي نوعٍ من الاهتمام.
إذا أردنا أن تتطور علاقاتنا بالمجتمع ومن حولنا فلا بد أن نأخذ وأن نُعطي، فإذا اتبعتِ هذا المنهج في أن تكوني سباقة، وأن تكوني على علاقة حسنة مع من حولك، فسوف تجدي من يرد لك الجميل ويعاملك بنفس المستوى، وهذا سوف يُساعدك في أن تتسع دائرة معارفك وصداقاتك، الشيء الذي سوف يرفع من ثقتك في نفسك.
هنالك وسائل نفسية غير مباشرة تُساعد الإنسان في أن يحسّن من التواصل مع الآخرين، ومنها أن تشاركي في أي نوعٍ من الرياضة الجماعية مع الآخرين، كما أن الالتزام بصلاة الجامعة، وحضور حلقات التلاوة يمثل ركيزة اجتماعية هامة وقوية ومفيدة للصحة النفسية؛ حيث من خلالها يستطيع الإنسان أن يتواصل وتتوطد علاقاته، خاصةً مع الصالح من الناس.
وأخيراً: أرجو أن لا تتهمي نفسك بأن شخصيتك ضعيفة، فأرى أن شخصيتك قوية، ولكنك لم تكتشفي مكامن القوة في نفسك، ولم تستغليها الاستغلال الحسن.
أرجو أن تفجري طاقاتك الداخلية، وأن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك، وأن تعلمي أننا نعيش الآن في عالمٍ فيه الكثير من التنافس، وهذا التنافس يتطلب منا المثابرة والجد والاجتهاد، حتى نكون في الصفوف الأمامية.
وبالله التوفيق.