أريد حلا لتغيير حياتي وشخصيتي.
2020-06-14 06:07:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا إنسان خجول، طول حياتي أخاف من ردة فعل الناس، وحساس زيادة عن اللزوم، وأخاف من أي شخص يغضب مني، فأنا أفكر كثيرا، وطموحي زيادة عن اللزوم، وأفكر كيف يمكنني أن أصبح مشهورا ومعي أموال كثيرة.
دخلت كلية خاصة بعد الثانوية، حيث كانت نفسيتي متعبة، ودخلت قسما مدنيا رغم أنني غير راغب به، ومكثت فيه فترة إلى أن وجدت عملا بالواسطة، أشعر أنني لا أشعر بنفسي، ولا بقيمة ذاتي في الشغل، وحياتي مضطربة، خطبت لمدة شهر، وبعد ذلك طلبت فسخ الخطوبة، فيمكن أنها شعرت من خلال هذه الفترة أنني غير واثق بنفسي، ومتضايق دائما، وغير مهتم بنفسي.
بصراحة بعد شهرين خطبت لشخص آخر، تضايقت فعلا، وشعرت بالنقص، ولا أعرف كيف أغير حياتي؟ ذهبت لعدة دكاترة، وتناولت الدواء لفترة ثم تركته؛ لأنني لا أشعر بالتغيير، أريد حلا لتغيير حياتي وشخصيتي.
بعد كل ذلك أنا عشت في عائلة غير اعتمادية وسلبية، وأيضا لدي مشكلة في شكلي حيث أن شعري بدأ يظهر فيه شعر أبيض، وهذا يقلل من ثقتي بنفسي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Abdelrhman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
بالتأكيد أنت ليس لديك مرض نفسي، الإشكالية التي تعاني منها هي عدم القدرة على التكيُّف والتواؤم مع ذاتك، وهذه قد تكون إشكالية، وعليه أنت مطالب – أخي الكريم – أن تفهم ذاتك بصورة صحيحة، أن تقيّم نفسك التقييم الصحيح، لا تُضخم ذاتك، ولا تحقّر ذاتك، واعلم – أخي الكريم – أن الله تعالى قد خلقك في أحسن تقويم، وقد وهبك الكثير من المقدرات، والكثير من المهارات، وأنت رجل الحمد لله تعمل مهندسًا، فمن الناحية الكفاءة العلمية ليست لديك مشكلة أبدًا.
إذًا قيِّم نفسك بصورة صحيحة، ويوجد علمٌ يُسمَّى (الذكاء الوجداني/العاطفي)، هذا العلم مهمٌّ جدًّا في حياتنا، لأنه من خلاله نستطيع أن نُغيّر أنفسنا بصورة صحيحة، ونفهم أنفسنا، ونتعامل مع أنفسنا بصورة إيجابية، وفي ذات الوقت من خلال هذا الذكاء الوجداني العاطفي نفهم الآخرين بصورة صحيحة، ونتعامل أيضًا بصورة إيجابية، لذا أنا دائمًا أدعو إلى القراءة في هذا العلم، وتوجد عدة كتب، أهمها كتاب كتبه أحد العلماء وهو أول من كتب في هذا المجال، كتب هذا الكتاب سنة 1995، وهو الدكتور (دانيال جولمان)، الكتاب باللغة الإنجليزية، ومترجم باللغة العربية.
فيا أخي الكريم: يمكنك أن تقتني هذا الكتاب أو أي كتاب آخر عن الذكاء الوجداني، أعتقد أنك إذا استرشدت به الاسترشاد الصحيح كثيرًا جدًّا من الأشياء التي تشتكي منها يمكنك تعديلها، سوف تكتشف أشياء كثيرة جدًّا عن ذاتك، منها ما هو سلبي فسوف تُصححه وتجعله إيجابيًا، ومنها مها هو إيجابي وسوف تبني عليه أكثر إيجابية.
أمَّا موضوع الخطوبة وفسخ الخطوبة: هذا الأمر أصلاً إذا كان فيه خير لك أو لها لأتمَّ، وما دام لم يتمّ فاسأل الله تعالى أن يُسهل أمرك وأمرها، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، فكل شيء بقضاء وقدر، ولا يحدث إلا ما أراده الله، وقد قال: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تبحوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
العمل: يجب أن تجتهد في العمل، ويجب أن تحب عملك، ويجب أن تطور نفسك مهنيًا.
من الأشياء المهمة جدًّا لتطوير الذات هو الاهتمام بالآخرين، والإنسان يكون نافعًا لنفسه ونافعًا للآخرين، وأن تكون حريصًا على الواجبات الاجتماعية، لا تتخلف عن أي واجب اجتماعي، مشاركة الناس في أفراحهم وفي أتراحهم، زيارة المرضى، تقديم التهاني في حالة الأعراس والأحداث الطيبة، تقديم واجب العزاء متى ما كان هذا مطلوبًا، الإنسان الذي يلتزم بواجباته الاجتماعية يطور ذاته جدًّا ويصل لمرحلة الرضا التي نسمِّيها بالمردود الإيجابي الذاتي.
ممارسة الرياضة، الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجسام في ذات الوقت، وتؤدي إلى توازن وجداني كبير. فاجعل الرياضة أيضًا جزءً من حياتك.
الصلاة في وقتها - خاصة الصلاة مع الجماعة - تُشعرك بالطمأنينة وبأنك قد قدمت أمرًا عظيمًا لنفسك. هدية جميلة جدًّا يُقدمها الإنسان لنفسه، بل يُكافئها مكافأة صحيحة حين يؤدي صلاته بخشوع، الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – والورد القرآني، والدعاء ... هذه كلها أمور مهمة وضرورية.
الترفيه على النفس بما هو طيب، يجب أن نُعطي أنفسنا حقها بأن نرفّه عنها بما هو طيب وجميل.
ابنِ رفقة وصُحبة صالحة طيبة، أيضًا سوف يُقلِّلُ كثيرًا من حساسية شخصيتك.
هذا هو الذي تحتاجه أكثر من حاجتك للدواء، لكن نعتقد أنك في المقام الأول تحتاج أن تتعلّم الكثير عن الذكاء العاطفي الوجداني، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.