الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
لديك استشارات سابقة حول اضطرابات الآنية، وقد أجاب عليها الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، وبالنسبة للأسئلة المحيرة التي تنتابك حقيقة هي ذات طابع وسواسي، والوسواس في مثل عمرك يكثر جداً، لكنه -وبفضل من الله تعالى- هو عابر، وغالباً يكون وقتياً ويذهب، أهم شيء هو أن تحقر هذه الأفكار، وأن لا تخوض في تفاصيلها، بمعنى أن لا تناقشها، في بداية الخاطرة وقبل ان تتحول إلى فكرة قل للخاطرة: أنت خاطرة حقيرة، أنت وسواس أنا لن أهتم بك، وقم مباشرة بتغيير وضعك، إن كنت جالساً فقف، وإن كنت جالساً فأقف، وإن كنت جالساً فاضطجع وهكذا، وخذ نفسا عميقا واستغفر وخاطب الفكرة، أو الخاطرة، كما ذكرت لك، هذه الطريقة جيدة جداً للتخلص من مثل هذه النوع من الخواطر الوسواسية.
عليك أن تتأمل وتتصور أشياء جميلة وطيبة في حياتك، أنت -الحمد لله- صغير في السن، أمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل رائع، تجتهد في دراستك، تكون لك أنشطة اجتماعية ممتازة، أنشطة رياضية، تحرص على صلاتك في وقتها، الجأ إلى الصحبة الخيرة والطيبة مع الصالحين من الشباب، بر الوالدين أمر يجب أن يكون له أهمية عظيمة عندك، خاصة نحن في هذه الأيام الطيبة، فأرجو أن تنتقل بفكرك بهذه الكيفية.
كما ذكر لك الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر في الاستشارة التي رقمها
2426523 يا حبذا لو وصف لك الطبيب عقارا مثل السيرترالين، هو دواء رائع جداً للقضاء على هذه الوساوس وهذه التوترات وهذه المخاوف، فيمكن أن تراجع الطبيب وتتحدث معه حول الدواء، السلبرايد دواء يزيل القلق والتوتر والأعراض الجسدية لكنه لا يعالج الوساوس، السيرترالين سيكون مناسبا جداً، وتوجد أدوية أخرى مناسبة كالفافرين أو البروزاك وأنت تحتاج للدواء لفترة قصيرة ثلاثة أشهر فقط.
نوصيك بالاهتمام الديني في حياتك، فبما أن تساؤلاتك حول الإنسان وسبب وجود الحياة والبعث بعد الموت، هذه الأسئلة ناقشها القرآن، وتحتاج للقراءة في الجوانب الإيمانية التي تزيد قربك من الله، فالبحث عن إجابات عند أشخاص أو أفكار تزيد الحيرة لديك لن تفيدك، بل ستضرك، لذلك نبحث عن إجابات هذه الأسئلة في أماكنها الصحيحة، وأيضا أنت تحتاج للتقرب من الله سبحانه وتعالى، وهو الطريق الموصل للراحة، وكلما بعد الإنسان عن خالقه زاد ضياعه وزادت حيرته، والأمر يحتاج لوقت، وفيه يتدرب المؤمن على معاني الإيمان العظيمة التي تحدث عنها القرآن ومارسها النبي صلى الله عليه وسلم سلوكا يوميا، وليست مجرد شعارات لا قيمة لها، كالتوكل والاستعانة بالله، والتعلق به دون الناس، والصبر واليقين وغيرها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وكل عام وأنتم بخير.