سوء خلق من زوجتي يقودني لتركها، فما نصيحتكم؟
2020-05-31 02:36:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني أحبكم في الله.
زوجتي ما شاء الله متدينة، وحافظة لكتاب الله، وصوامة قوامة، ولكن يوجد في طبعها بعض الحدة والغلظة، أو الاندفاع والتهور والعناد، وقد أحزنني هذا الأمر كثيراً، عندما حدث أمر ما فوجدت وجهها يتمعر أمام أمها، ولا تخفض لها جناحها، هي لم ترفع صوتها أو كذا -حاشا لله- ولكن يظهر على وجهها علامات الغضب وعدم الرضا، وهذا الموقف أحزنني جداً منها.
أريدها أن تكون هادية رقيقة الطبع، فما نصيحتكم لي؟ لأنه يخطر ببالي أن أفارقها لسوء طبعها، ولكن هي لها محاسن كثيرة جداً، وترجو أن ترضيني، ولكن هذا الطبع يحزنني منها جداً، فما نصيحتكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا -ابننا الفاضل- ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونشكرك أيضاً على عدم اتخاذ القرار قبل التواصل مع موقعك، ومثل هذه الزوجة ينبغي المحافظة عليها، ونسأل الله أن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولكم الطمأنينة والسعادة والآمال.
نشكر لك الثناء على هذه الزوجة الصوامة القوامة الحافظة لكتاب الله تبارك وتعالى، ونحب أن نبين لك أن الكمال محال، والنقص يطاردنا نحن معشر البشر، والنبي عليه الصلاة والسلام وجّه الرجال فقال: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" ونحمد الله أن في زوجتك مواصفات عالية جداً، فإن الدين هو أول مطلوب في الفتاة، فاظفر بذات الدين، وهي -ولله الحمد- في هذه الدرجة العالية من الحفظ لكتاب الله والصيام والقيام والطاعة لله تبارك وتعالى، ولذلك أرجو أن تَجبُر هذه الأمور وتحمد الله تبارك وتعالى على هذه الإيجابيات التي فيها، وتوقن وتتذكر أن النقص يطاردنا نحن معشر البشر رجالاً ونساء، وطوبى لمن تغمر سيئاته في بحور حسناته، من الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط.
إذا كانت هذه الزوجة لا تزيد في إظهار غضبها عما يظهر في وجهها، فإن هذا أيضاً يعني من الأمور الطيبة، وأنت تشير إلى أنها لم ترفع صوتها فقلت حاشا لله، ولكن ظهر على وجهه علامات الغضب، طبعاً نحن لا نؤيد هذا الموقف، وينبغي أن تختار الوقت المناسب لنصحها، خاصة لأن هذا الموقف كان مع أمها.
أما طريقة النصح فمن المهم جداً أن تمدح ما فيها من عبادة، وطاعة، وحفظ لكتاب الله، وجمال، وتحشد إيجابياتها، تقول: أنا سعيد بك، ورأيت فيك من الإيجابيات ومن الخيرات ما يعلمه إلا الله، ولكن أتمنى أن تخاطبي والدتك بطريقة كذا، وذكرها أن ظهور الغضب هذا يعتبر نوعا من العقوق، فما بر أباه من أحد ينظر إليه عند الغضب، وكان منصور بن المعتمر تسيء له والدته هذا الإمام فكان ينظر إلى الأرض ويقول لبيك أماه، لبيك أماه، فلما لامه الطلاب لم لا تنظر إليها؟ قال: أخشى أن أنظر إليها بوجه مكفهر فأقع في العقوق.
لذلك هذا جانب ينبغي أن تنتبه له، ولكن ليس بهذا ما يدعوك إلى طلاقها، وليس بهذا ما يدعوك إلى بغضها، ولكن عليك واجب النصيحة والاهتمام بها، بل ندعوك إلى المحافظة عليها وإكرامها، لأجل ما فيها من قرآن، ولأجل ما فيها من صيام، وقيام وطاعة لله تبارك وتعالى، وعليها أيضاً أن تتجنب العناد والتهور.
هذه الأمور ينبغي أن تعالجها بهدوء، فإن ظهر لك بعض السلبيات أو أظهر لك الشيطان بعض السلبيات فتذكر ما فيها من إيجابيات كثيرة، واحمد الله أولاً على ذلك، ثم تعامل معها على أنها من البشر وعلى أنها ناقصة كعادة البشر، وعليك أن تجتهد في إصلاحها، تعينها في إصلاح هذا النقص، فإن عجزت فعليك أن تتعامل معها بالمداراة والمحاولة واحتمال مثل هذه الأمور، لأنك لن تجد امرأة مبرأة من العيوب، كما أنت أيضاً لن تخلو من النقائص.
نكرر نحن بشر والنقص يطاردنا، ونسأل الله أن يعيننا دائماً جميعاً على الخير، وأن تشهد لزوجتك أن لها محاسن كثيرة، وتتمنى أن ترضيك وسترضيك بإذن الله إذا ذكرتها بما تحمله من قرآن وفضائل وخيرات، وبدأت بها في النصح، لأن المدخل الجيد للمنصوح هو أن نذكر ما عنده من إيجابيات، ثم نتخذها سلما لتنبيه لبعض النقائص حتى يتفاداها ليكون على الكمال، وليكون على الجمال.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا هو.. ونكرر لك الشكر على هذا السؤال، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.