أصبحت أخاف أن لا يتقدم لي شخص عاقل متزن كما أريد!
2005-10-16 09:51:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً، لدي عائلة تتكون من 7 أفراد: أنا وأختي و3 إخوان، وأنا الكبيرة بين البنات، وأختي تصغرني بـ6 سنوات وتمتلك قدراً من الجمال، أما أنا فأعتبر نفسي متوسطة الجمال، وأنهيت الدبلوم، وذات شخصية والحمد لله محبوبة، لأني لا أحب أن أجرح أو أؤذي أحداً.
تقدم لي عدد من الشبان كان منهم من ظروفه لا تناسبني، وكنت في كل مرة أستخير، والمشكلة كان أغلبهم صغيراً بالسن، وأنا أجد طريقة تفكيري تحتاج أن أرتبط بشاب كبير بالسن أو على الأقل يمتلك عقلاً كبيراً كي يحميني ويساعدني وينصحني.
وفي آخر مرة تقدم لي شاب بنفس سني وظروفه المادية جيدة، ويمتلك بيتاً، وأعتقد أن تدينه متوسط، والمشكلة أن كل أهله رحبوا بالفكرة، ولكن رغم عدم قناعتي به إلا أني وافقت، ثم فجأة انقلب الموضوع ورفضت؛ لأني وبكل صدق لم أجد روحي معه، شعرت أنه شاب صغير لم ينضج بما فيه الكفاية، وطريقة تعبيره عن نفسه وشخصيته لم ترحني، ولكني كنت أستخير، وبعد الرفض أصبح أهلي يلومونني.
كل ما أريده شاب عاقل متزن يحميني ويساندني ويخاف الله، ولكن لم يتقدم لي شخص لحد الآن وارتحت له، ومع ذلك أستخير، لا أستطيع أن أرتبط بمن لا أقتنع به، وأخاف أن يأتي يوم وأرتبط بإنسان لا أجد روحي معه، فأنتم تعلمون الزواج هو التقاء أرواح، ولكن ماذا أفعل؟ أصبحت أخاف أن لا يأتي شخص عاقل متزن كما أريد، أصلي وأدعو الله أن يرزقني به وأنا على ثقة بأن الله يعلم ما أريد وسيعطيني إياه ولكن علي الصبر، وعندي إحساس يقول لي: إن الله سيحقق لي ما أريد ما دمت لا أقنط من رحمته، فهل أنا على خطأ؟
والمشكلة أني أنظر في عيني أمي فأجدها خائفة ومتلهفة علي كي أرتبط، حتى إني في يوم كنت أنظر من شباك البيت فرأيت أبي بالمسجد يدعو، فأخذت أبكي لأني أعرف أني أشكل هماً لهم فهم يريدون الخير لي، فبكيت، أريد أن أفرحهم فلا أعلم كيف؟ وأحبهم كثيراً ولكن لا أريد أن أعيش مع شخص بغير قناعتي، فبماذا تنصحونني؟ هل أنا أطلب الكثير؟
وأريد أن أستشيركم أيضاً بأمر عمتي، هي تبلغ 31، أجدها مهمومة كثيراً، وبعد طول جهد عرفت أنها تحب شخصاً كثيراً حيث إنها رفضت الكثير لأجله، ومع ذلك لا تعرف عنه شيئاً إلا اسمه، وهل هو متزوج أم لا، فما بينهم مجرد نظرات منذ 3 سنين، أجدها متعلقة به بشكل كبير وتفضل عدم الزواج رغم أنها على حد ما قالته لا تعلم إلا أنه يصلي ويخاف الله.
اقترحت عليها أن أتحدث إليه وأعرف نيته تجاهها كي تنتهي من الموضوع، ولكن خوفها من فقدانه يجعلها لا تخبرني حتى من هو، فلا أعلم كيف أساعدها؟ مع العلم أنها وعائلتها ليسوا على توافق وخصوصاً أمها حيث إن جدي متوفى وأمها لا تعطيها مصروفا كما تقول، ولم يتوفر لها عمل لحد الآن وحتى الأعمال التي تجدها لا يوافق عليها إخوانها، وهي وأخواتها تنازلن لإخوانهم الشباب عن حقهم.
مع العلم أن أمها هي الزوجة الثانية لجدي، وعلاقتها مع أمها تتدهور بسبب عدم اهتمامها بها وتجريح أمها لها بالكلام وعدم إعطائها أي مصروف، ومع ذلك أحاول أن أقول لها أن تصالحها فهي تبقى أمها، وتناقشها، ولكن قالت إنها ناقشتها ولكن لم ينفع شيء معها، وعمتي تحتاج لنقود لتصرف على أمورها الشخصية على الأقل وأمها لا تعطيها، فبماذا أنصحها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...وبعد:
فحق لمن يكف أذاه عن الناس أن ينتظر توفيق الله، ويؤمّل في تأييده سبحانه، وإذا كف الإنسان شره عن الناس فتلك صدقة منه على نفسه، والناس جُبلوا على حب من يحسن إليهم وتجنب إحراجهم، وإذا حرصت المسلمة مع ذلك على طاعة الله غرس محبتها في القلوب، قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96].
وقد أحسنت برغبتك في الارتباط بمن يخاف الله، ولكن ما قارب الشيء يعطى حكمه، فإذا وجدت شابا صاحب دين وأخلاق فلا عبرة بصغر سنة، والإنسان في هذه الدنيا لا يدرك كل ما يتمناه.
وقد أسعدتني ثقتك بمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ولن يضيعك الله، فاصدقي الله يصدقك، وعليك بتقوى الله، والإكثار من الاستغفار، وبذل الصدقة للمحتاجين، والحرص على الإحسان إلى الأرحام، وبر الوالدين، وطلب الدعاء منهما، مع ضرورة الحرص على رضاهما، فإن الإنسان إذا قدّم بعض التنازلات وكان قصده إرضاء والديه ولم يكن في ذلك مخالفة لأمر الله؛ فإن الله يوفقه ويسدده؛ وذلك لأن بر الوالدين من الطاعات التي يجد الإنسان ثمرتها في الدنيا قبل الآخرة، وأكرر لك نصحي القبول بالخاطب الذي تتوفر فيه بعض الشروط مثل أن يكون صاحب دين وأخلاق؛ لأن الدين يُعالج العيوب لكن نقص الدين لا يُعالج.
أما بالنسبة لعمتك، فهي من أولى الناس بمساعدتك واهتمامك، ولن يضيع أجرك عند الله.
وأرجو أن يكون نصحك لها بلطف وأدب؛ لأنها عمتك، وهي أكبر منك سناً، ولا يخفى عليك أن المسلمة العاقلة لا ينبغي أن تطلق بصرها، فإن فعلت أتعبتها المناظر، وكان ذلك على حساب راحتها وسعادتها، فقد تتعلق بشخص متزوج أو مرتبط أو لا يُبادلها المشاعر، ومن هنا تتجلى حكمة وعظمة هذه الشريعة التي أرادت للعلاقات العاطفية أن تكون تحت سمع الناس وبصرهم، وخاصةً أولياء المرأة الذين هم أحرص الناس عليها وأعلم الناس بأحوال الرجال.
ومن هنا فنحن ننصحها بالابتعاد عن أماكن وجود هذا الرجل، أو حسم هذا الأمر عن طريق إحدى محارم ذلك الرجل؛ حتى لا يطول انتظارها للسراب، وإذا جاءها صاحب الدين فعليها أن تستخير وتستشير ثم تتوكل على العلي القدير.
وأرجو أن تمنحو هذه العمة جُرعات من الاهتمام والعواطف، فإن الحرمان العاطفي من أمها هو الذي أوقعها في شراك ذلك الرجل الذي ربما كان في غفلةٍ عنها، فقد تكون النظرات مجرد مجاملة.
أما ناحية المصروفات فأرجو أن يتعاون والدك والأعمام في الإنفاق على أختهم، ولا تقصري أنت أيضاً في مساعدتها من الناحية المادية، مع ضرورة التخفيف عليها من الناحية النفسية، وقد أحسنت في دعوتها إلى بر أمها، فهذا هو ما تأمرنا به شريعة الله، كما أن طاعة الوالدين مفتاح من مفاتيح التوفيق لكل خير.
والله ولي التوفيق والسداد،،،