الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب. وأنت لديك استشارة سابقة في عام 2018 أجبنا عليها، رقمها (
2369343)، وكانت مرتبطة بإصابة الرأس، لكن الجانب الوسواسي كان هو الذي يُهيمن عليك.
أيها الفاضل الكريم: النوم في سِنّك يسهل تعديله ويسهل ترتيبه، لأن مادة المليتونين تُفرز بكميات جيدة وممتازة جدًّا، والآن أقول لك يجب أن تكون لك العزم والقوة والقصد أن تُحسّن نومك، أمّا الوساوس فهي تُقهر من خلال تحقيرها وتجاهلها، وعدم اتباع الطقوس. هذا هو مبدأ العلاج – أيها الفاضل الكريم – إذًا العزم والقصد والجدية في قهر الوسواس هي الجزء الأساسي في العلاج.
أمَّا بالنسبة للنوم فمن الطبيعي جدًّا أن يكون نومك نومًا جيدًا، لكن أعتقد – وكما تفضلتَ – القلق والتوتر ثم أتى بعد ذلك الصيام جعل ساعتك البيولوجية تضطرب بالكيفية التي تحدثت عنها. أولاً أنا أنصحك ألَّا تشرب شاي أو قهوة بعد الساعة الثامنة مساءً، نعم الإنسان يكون متشوقًا جدًّا أن يشرب الشاي والقهوة بعد الإفطار، هذا لا بأس به، لكن بعد ذلك يُفضّل ألَّا تتناول أي شاي أو قهوة، لأن الكافيين هو أكثر الميقظات لمعظم الناس.
الأمر الآخر: يجب أن تذهب إلى الفراش حتى وإن لم تنم، اذهب إلى الفراش في وقت مبكّر من الليل، مثلاً يمكن بعد صلاة التراويح، بعد أن تصلي التراويح يمكن أن تنام، وممكن تنام ثلاث ساعات مثلاً، وبعد ذلك تستيقظ ساعة أو ساعة ونصف قبل السحور، تصلي صلاة الليل وتتسحر، ويمكن أن تجلس وتقرأ شيئًا من القرآن، وبعد الشروق يمكن أن تنم قليلاً، ساعة ساعتين، ثم تستيقظ.
أخي الكريم: الإنسان إذا عزم على أن يستيقظ في وقت معيّن يستطيع أن يستيقظ، فالأمر كله مرتبط بتنظيم الوقت، الإصرار والعزيمة والتطبيق. هذا هو الذي أنصحك به.
أعتقد أنك تحتاج أن تتناول دواء مثل الـ (مليتونين) فقط، بجرعة خمسة مليجرام، تناوله ليلاً، وبالنسبة للوساوس أرى أن عقار (فافرين) سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم مائتي مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله.
لا بد – أيها الفاضل الكريم – أن تمارس تمارين رياضية لكن في أثناء النهار، لا تتريض ليلاً، لأن ذلك قد يؤدي إلى المزيد من اليقظة.
تمارين الاسترخاء دائمًا مفيدة، تمارين التأمُّل خاصّة قبل النوم. نحن نقول للناس: الأذكار فيها تأمُّل عظيم، أن تقرأ سورة الملك فيها تأمُّل عظيم قبل النوم – أخي الكريم – فلا تُضيّع على نفسك هذه الفرص العظيمة.
إذًا أريدك أن تكون لك العزيمة ولديك التخطيط السليم وحسن إدارة الوقت والنوم سوف يأتيك، النوم يأتي، دع النوم يبحث عنك ولا تبحث عنه لأنه حاجة بيولوجية، لكن يجب أن تُمهّد له.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.