زوجتي تريد وضع صورها في السوشل ميديا وأخذ حريتها مع صديقاتها، فماذا أفعل؟
2020-05-06 07:27:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ ثلاث سنوات تقريباً، وفي بداية زواجي جلست مع زوجتي وأخبرتها بالأشياء التي لا أحبها في المرأة مثلاً: كوضع صورها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتأخر خارج المنزل مع الصديقات، أو أي شيء يخالف شرع الله، للعلم وضع صورها في المواقع يكون باحتشام، ولكن أنا لا أحب هذا الشيء.
وكانت لها وجهة نظر في بداية الموضوع من بعض الأمور ولكني أصررت على رأيي وعلى ما أريد ووافقت عليه وتقبلته من أجلي، وكنت فرحا لهذا الشيء الذي يدل على شراء رضا زوجها، ولكن للأسف بعد العشرة التي دامت تقول بأنني أحرمها من الكثير من الأشياء! كمثل خروجها مع صديقاتها مع أنني لا أمنعها من الخروج ولكن أمنعها من عدم التأخر، وأيضاً بأنها تريد أن تضع صورها على الانستقرام والفيسبوك وما شابه، وأنا بالفعل منعتها عن هذا الشيء.
وفي كل مرة نتناقش في هذه الأمور وكأن الشيطان يدخل بيننا وتزداد المشاكل ونبدأ بقذف بعض بالكلام ولا نحترم بعضنا، في بداية الأمر أحاول أن أتمالك أعصابي ولكن بأسلوبها واستفزازها لي لا أستطيع، فما الحل بارك الله لي ولكم. وأسأل الله العلي العظيم التوفيق لي ولكم.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
إن من صفات الزوجة الصالحة أنها تطيع أمر زوجها إذا أمرها، يقول عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته).
من صفات المرأة الصالحة أن تكون محتشمة، فلا تبدي مفاتنها وجمالها لغير زوجها، فالعلماء ذكروا أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها وبخاصة إن كانت تستعمل مساحيق التجميل فذلك يكون أشد تحريما.
عرض صورتها في وسائل التواصل يجعل من هب ودب ينظر إليها، ويتيح لكل من يتابع حسابها أن يكتب ما يريد من عبارات غزلية وما شاكل ذلك، وهذا لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة، ولربما وقعت في شراك بعض الذئاب البشرية من حيث لا تشعر.
لقد سمعنا عن أناس استغلوا صور النساء العفيفات وعالجوها بالفوتوشوب بحيث تظهر المرأة في وضع مشين ومن ثم هددوا تلك النساء بالفضيحة ما لم يرضخن لهم، فبعضهن استسلمن لأولئك المجرمين ومنهن تعرضن للفضيحة والله المستعان.
يبدو أن زوجتك متأثرة ببعض صديقاتها المنفتحات اللاتي لا يرين بأسا من تلك الأفعال، ولهذا يجب عليك أن لا تترك لها الحبل على الغارب تخرج مع من تحب، وإنما تسمح لها بالخروج مع الصالحات، وهذا يحتاج منك أن تعرف مع من تخرج.
لقد أخبرتها بما تحب وتكره ووافقت على ذلك فعليها أن تلتزم بذلك، ولا يجوز لها أن تمانع كون ذلك هو طلبك.
لا أرى أن تسمح لها بالإكثار من الخروج، وإنما في أوقات معينة، ولمدة محددة، ولأماكن معينة أو لبيوت صديقاتها، فالفساد الذي في الشوارع والأماكن العامة لا يخفى عليكم.
إن رأيت أنها ستتمرد عليك فلا بد من تهديدها بإخبار أهلها، وقبل هذا لا بد أن تعرف واجباتها تجاه زوجها، فبقاؤها تجهل الأحكام الشرعية سيجعلها تتمادى أكثر وتقلد صاحباتها ممن لا يرفعن للشريعة رأسا.
اجتهد في تقوية إيمانها من خلال كثرة الأعمال الصالحة والتشارك معها في ذلك، واجتهد في أن يكون لها مشاركة في حلقات القرآن والمحاضرات العلمية، وليكن لكما درس يومي في البيت تقرأون آيات من القرآن الكريم مع تفسيره من كتاب العلامة السعدي، وكذلك تقرأون بعض الأحاديث النبوية مع شرحها وأنصح بكتاب رياض الصالحين بشرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
ذكرها بالله وخوفها من عقابه فلعلها تنزجر، فالنساء في الغالب رقيقات مرهفات المشاعر إن ذكرن بالله تذكرن، ونسأل الله أن تكون زوجتك من هذا الصنف.
اشغل أوقاتها بكل مفيد، ولا تجعلها تشعر بالفراغ، فإن الفراغ مفسد كما قال الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجدة ** مفسدة للمرء أي مفسدة.
إن بقيت وقت فراغك في البيت فلن تجد زوجتك عذرا للخروج، لكن يبدو أنك منشغل عنها وهذا الانشغال سيكون عذرا لها، فاقطع عذرها بالبقاء معها بعد الانتهاء من عملك، وإن أرادت الخروج فاخرج معها.
عليك بنصحها برفق ولين فالرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
إن أردتما الحياة الطيبة فعليكما بقوة الإيمان والعمل الصالح؛ فذلك ما يستجلب به الحياة الطيبة، لقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسل ربك أن يلهمها الرشد، وأن يجنبها رفقة السوء، وأن يجعلها ممن يلزمن بيوتهن.
أكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك ويلهمها الرشد إنه سميع مجيب.