أعاني من اضطرابات نفسية واكتئاب، ولا أدري ماذا أفعل؟
2020-05-11 05:49:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا إنسانة أعاني من مجموعة من الاضطرابات، أو بالأحرى لا أعرف تصنيف ما أشعر به، أتمنى أن أستطيع إيصال مشكلتي لكم حتى تساعدوني.
أنا أعاني من الخوف مما قد يحدث مستقبلا، خصوصا إذا ارتبط الموضوع بعائلتي، فأشعر بضيق شديد بالصدر وبكاء بمجرد تخيل المشهد، حتى وإن لم يكن قد حصل بعد، أو ربما لن يحصل، فعلى سبيل المثال أنا أعاني مشاكل عدة بحياتي الزوجية التي أرهقتني بالتفكير والتخطيط، ودائما أرى أن اتخاذي لقرار الانفصال سيكون انعكاسه على أسرتي، وما سيقوله الناس، وإلا فأنا سأكون مرتاحة، فأؤجل وأؤجل والضغط يزيد علي دون أن أتوصل لقرار.
المشكلة الأخرى:
أني أجد نفسي دائما أتخيل سيناريو لمشاكل أعيشها بالفعل، كيف سينتهي؟ كيف سأقدم كل ما يثبت أنه غُرر بي، وأني ظلمت في هذه القضية، وأكثر من هذا أتخيل القصة كاملة، وأحاول جاهدة أن أخرج من هذه الدوامة، وأقنع نفسي أن هذه وإن كانت حقيقة لا داع للدخول في تفاصيلها، وأن أترك الموضوع وأن أفكر في المستقبل، وأشياء تعود علي بالنفع من تعليم أو عمل اَي شيء يخرجني من هذه الدائرة المغلقة والمتعبة، فأحاول تعلم لغة فأجد نفسي سرحت وانغمست في التفكير، أو أستعد للتحضير لإكمال شهادتي في حين تطلقت.
حقيقة لا أقدر على إكمال أي شيء من هذا، دائما بشكل أو بآخر أجد ذلك التفكير المدمر يجرني إليه، ناهيكم عن تساقط شعري بشكل واضح ومخيف، وأفكر بأن آخذ حبوب اكتئاب، ولكن لا أعرف ما هي؟ وهل أنا بالفعل عندي اكتئاب أم لا، هناك أمور تفصيلية قد أذكرها إذا كان ذلك سيساعد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبل الله صيامكم وطاعتكم.
لديك استشارات سابقة، وفي هذه الاستشارة حقيقة عبرة بوضوح شديد، الحالة النفسية التي تنتابك، وملخص الحالة من الناحية التشخيصية أنت لديك أعراض ما نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، وهذا ناتج من تسابق الأفكار والقلق التوقعي والمنهج التشاؤمي في الحياة، والاهتمام بتفاصيل الغير مهمة هذا أدخلك في هذه الدائرة، دائرة القلق الاكتئابي البسيط، وربما تكون شخصيتك قد لعبت دوراً في ذلك.
عموماّ هذا لا نعتبره مرضاً حقيقة، هي ظاهرة وظاهرة مهمة جداً، لأنها تتطلب منك أن تفكرين تفكيراً إيجابياً، أن تقيم الأمور على المنهج الإيجابي، الدنيا فيها ثنائية واضحة جداً في كل شيء، كل شيء يقابله شيء آخر، فلماذا لا ينتهج الإنسان المنهج الإيجابي، لماذا لا نفكر في الخير أكثر مما نفكر في الشر، لماذا لا نفكر في الحلال أكثر مما نفكر في الحرام، لماذا لا نفكر في السعادة أكثر مما نفكر في الشقاء وهكذا.
إذاً الناس تتخير أمزجتها، تصنع أمزجتها هذه حقيقة علمية، فأنا أريدك أيتها -الفاضلة الكريمة- مهما كانت هناك صعوبات يجب أن تقلبي الصفحة، ويجب أن تفكري في الجانب الإيجابي في حياتك، وسوف تجدين أنه لديك إيجابيات كثيرة جداً في الحياة هذا مهم، إذاً النقلة الفكرية مطلوبة في حياتك، الأمر الآخر المشاكل الزوجية الإنسان يتعامل معها بحصافة وفطنة، ومن جانبك يجب أن لا تبدر منك أخطاء بقدر المستطاع، هذا هو الذي أنصحك به، والمرأة الذكية تحفظ زوجها وزواجها، وكل إنسان لديه أسلوبه وطريقته في هذا الشأن، ولا يمكن للإنسان أن يحل مشاكل بمشكلة أخرى هذا من ناحية عامة، بعد ذلك نمط حياتك يجب أن يكون نمطاً نشطاً مرتباً أن تمارسين رياضة، أن تخصصين وقت لأمورك المنزلية، القراءة، الاطلاع، الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، التواصل الاجتماعي المفيد، هذه مهمة جداً لأن تصرف حقيقة فكرك وأفكارك عما هو سلبي.
بالنسبة للعلاج الدوائي:
قطعاً أنت محتاجة لأحد محسنات المزاج البسيطة كجزء مكمل للآليات العلاجية الأخرى، من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يسمى زوالفت، واسمه العلمي سيرترالين، وتوجد أدوية أخرى كالسيبرالكس مثلاً ويمك بما أنك تعيشين في دولة قطر، وتوجد خدمات حقيقة للطب النفسي متميزة جداً، فقدمي نفسك لمرافق العلاج وإن شاء الله تعالى سوف تجدين الإرشاد الجيد جداً والتوجيه ويوصف لك الدواء المناسب..
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.