بعد أن خلعته تزوج.. والآن أنا نادمة!
2020-05-06 06:18:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
كنت أعاني من الاكتئاب، وأوقفت علاجي تدريجيًا قبل الزواج من أجل الحمل، ولكن منذ بداية زواجي لم أتقبل شكل زوجي، حيث أنني جميلة -وهذا ليس تعاليا وتكبرا والله- وقد حاولت ولكنني لم أستطع معاشرته، فبكيت وتضايقت تأزمت نفسيتي، كما أنه كان بخيلا أيضًا، فاشمأزت نفسي منه، وبعد ٣ أشهر من البكاء والمعاناة والضيق خلعته، وجمعت مبلغ المهر كاملا، وأعدته له عن قناعة، حيث تم الطلاق بعد ٨ أشهر من المحاولات، وكنت سعيدة لمدة ٦ أشهر، ولكني الآن لا أعرف ماذا يحدث لي، فبعد زواجه ندمت ندمًا شديداً، وزاد علي الاكتئاب، وأصبحت أبكي وأدعو على نفسي بالموت، وأراقبه وأحن إليه، وألوم نفسي، حاولت أن لا أفعل ذلك، ولكنه خارج عن إرادتي، ثم عدت للدواء، ولكني لم أرجع كالسابق.
أنا في ضغط وألم نفسي كبير لدرجة أني أتمنى الموت، كان الانفصال بإرادتي مع حبه الشديد لي، ولكني الآن أموت ندمًا، فما الحل؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح- يا ابنتي- بأنك ما زالت تعانين من حالة الاكتئاب التي شخصت لك من قبل، وقد تزوجت والحالة عندك غير مستقرة، وهذا خطأ، وللأسف قد تكرر هذا الخطأ حيث حصل الانفصال أيضا والحالة غير مستقرة، والحقيقة أننا لا ننصح الشخص الذي يعاني من الاكتئاب بالإقدام على إحداث تغيرات أو اتخاذ قرارات هامة في حياته إلا بعد علاج الحالة، والتأكد من أنها مستقرة لفترة كافية، لأن مشاعر هذا الشخص تكون مضطربة ومتناقضة وغير حقيقية، وأفكاره أيضا تكون مشوشة وغير منطقية.
وبالنسبة لك: فقد كان من الضروري الاستمرار على العلاج إلى أن يتم التأكد بأن الحالة قد استقرت وتمت السيطرة عليها، وإذا لم تتم السيطرة عليها، وكانت هناك ظروف تستدعي الإسراع في الزواج فكان من الضروري عدم إيقاف العلاج، بل الاستمرار عليه حتى عند الزواج وحدوث الحمل، ولا ضرر من ذلك؛ فهنالك أدوية آمنة وفعالة يمكن استخدامها خلال الحمل لعلاج الاكتئاب.
على كل حال وقد حدث ما حدث أقول لك:
لقد اختلطت عليك الأمور طوال الفترة الماضية، والآن ظهرت عندك مشاعر التردد والندم وتأنيب الضمير، خاصة وأن زوجك السابق قد تزوج الآن، وهذا يعني بأن حالة الاكتئاب عندك قد ازدادت شدة، والأعراض فيها قد تفاقمت، وبالطبع هذا أمر متوقع في مثل هذه الظروف، والحالة عندك بحاجة إلى علاج، لذلك يجب عليك مراجعة طبيبة نفسية الآن من أجل بدء العلاج من جديد، وقد لا يكفي تناول الدواء الذي كنت تنتاولينه للسيطرة على الأعراض عندك، فقد يلزم إضافة دواء آخر إلى جانب الدواء الذي كنت تتناولينه، وسيلزمك علاج سلوكي معرفي للتخلص من بعض مشاعر الندم وتأنيب الضمير.
والطبيبة ستشرح لك طريقة العلاج السلوكي المعرفي، وتدربك عليه، فهذا العلاج لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي في مثل هذه الحالات، والحقيقة هي أنه لا يمكن الحكم على مشاعرك بخصوص كل ما حدث الآن؛ فمشاعرك متداخلة ومتناقضة، لكن عندما تستقر الحالة لفترة كافية بإذن الله يمكنك أن تتعرفي على مشاعرك الحقيقة.
وسيفيدك جدا اتباع التعليمات التالية:
1- اجعلي لنفسك روتينا يوميا وحاولي قدر الإمكان الالتزام به .
2- حددي لنفسك هدفا تريدين تحقيقه ولا تستسلمي للشعور بالعجز؛ فهو شعور غير حقيقي في حالات الاكتئاب، وحاولي مقاومته، ومن أجل ذلك ابدأي بالتدريج شيئا فشيئا، فقومي بوضع هدف صغير وسهل بحيث يمكنك عمله ثم بعد ذلك ضعي هدفا آخر أكبر بقليل وهكذا.
3- عندما تراودك الأفكار والمشاعر السلبية لا تستلمي لها، ولا تسترسلي فيها، وسارعي إلى شغل نفسك بعمل تحبينه: كتحضير كوب شاي، أو مهاتفة صديقة، أو حضور برنامج هادف.
4- اطلبي من والدتك أن توليك مسؤولية عمل شيء مشترك مع أحد أفراد العائلة، مثلا : أن تعتني أو تشرفي على دراسة أختك أو أخيك الصغير، فالشعور بتحمل المسؤولية يساعد في محاربة الاكتئاب؛ لأنه يشعرك بأن غيرك بحاجة لك، وأنت مصدر أمان له، وهذا يعزز الثقة بالنفس، ويؤدي إلى إفراز هرمونات السعادة (دوبامين-اندورفين).
5- مارسي الرياضة بشكل يومي، ولتكن رياضة المشي، وابدئي بالتدريج بالمشي 10 دقائق يوميا، ثم قومي بزيادتها إلى 15 دقيقة يوميا، إلى أن تصلي إلى المشي مدة ساعة يوميا، فالرياضة أيضا تعزز الثقة بالنفس، وتحفز إفراز هرمونات السعادة.
6- احرصي على اتباع نظام حياة صحية، فتناولي الطعام الصحي الغني بالخضروات والفاكهة الطازجة، وركزي على الأطعمة التي تحوي على مركب أوميغا 3-6 مثل: ( سمك السالمون - تونا ) وعلى الفوليك آسيد ( سبانخ - أفوكادو).
7- ويبقى الأهم - يا ابنتي - وهو المحافظة على الصلاة في وقتها، وقراءة ورد من القرآن الكريم يوميا، والإكثار من ذكر الله، والإيمان بقضاءه وقدره، فهذا يعطي شعورا بالقوة، فالمؤمن هو إنسان قوي وعال الهمة، كما أن الدعاء والتضرع إلى لله عز وجل يشرح الصدر، ويجلي الهم، وهو يحفز الإنسان ويساعده على تجاوز الصعوبات والأخطاء، وهو من أقوى الأساليب العملية لمواجهة الاكتئاب، فرددي دائما دعاء الرسول صلى الله عيه وسلم: ( اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل)- واستشعري نعم الله عليك، وتأملي بعظيم لطفه بك فهو الكريم وقد يعوضك بكل خير، فرزقك مكتوب، وستنالين رزقك عندما يشاء الله عز وجل.
أسأله جل وعلا أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.