كيف أجمع بين دراسة الطب ومساعدة والدي في كسب العيش؟
2020-05-05 04:09:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني في موقعي المفضل إسلام ويب، جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه لنا من استشارات قيمة وفتاوى، نسأل الله تعالى بأن يثقل بها موازينكم.
أنا عمري 22 سنة، طالب في كلية الطب البشري في المستوى الدراسي الثالث، والتخرج بعد سنتين، وأعاني من هم وضيق وحزن، ولكن -ولله الحمد- مشكلتي ليست في الدراسة، قأنا طالب مجتهد وموفق.
أعيش وسط أسرة متوسطة الحال، ومشاكل الحياة ومتطلباتها أصبحت كثيرة، وقد أثقلت كاهل والدي الكبير في السن، وأنا أكبر أبنائه، وكلما نظرت في حالي وحال أبي تنتابني مشاعر اليأس وأني ابن لا فائدة منه، وقد حاولت البحث عن عمل، لكني لا أتقن أية مهنة، فقد كنت منهمكا على الدراسة في الثانوية إلى أن رزقني الله بهذه الكلية.
الآن توقفت الدراسة بسبب مرض الكورونا، ولا أعلم متى تعود الأوضاع إلى سابق عهدها، أخبروني ماذا أفعل، هل أنظر إلى أبي وهو يكابد الحياة وأستمر في الدراسة، أم أحاول الدخول في سوق العمل الحر الذي لا أتقن فيه أي شيء؟ ولا حاجة لأشرح ما تتطلبه دراسة الطب من جهد ووقت.
إن كان بإمكانكم أن تشيروا علي ببعض الأعمال الملائمة لحالي، فقد كفيتم ووفيتم، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك ومرحباً بك - أخي العزيز - وأسأل الله تعالى أن يفرج همك، وييسر أمرك ويشرح صدرك ويرزقك التوفيق، وأشكر لك جميل مشاعرك وخلقك وحرصك على البر بوالديك وفقك الله وأعانك.
- لا شك أن للوباء آثاره السيئة على الظروف الاقتصادية ومجالات الحياة المتنوعة، ومنها الدراسة وفرص العمل، ووصيتي لك بالتعامل مع هذه الأزمة وهذا البلاء بالتالي:
- التحلي بالصبر واستحضار ما أعده الله للصابرين من عظيم الثواب والجزاء (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
- الصبر والتحمل والتقشُّف والقبول والرضا بأقدار الله المؤلمة من الفقر والعَوَز والحاجة ( مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَا أَجِدُ لَكُمْ رِزْقًا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ) متفق عليه.
- حسن الصلة بالله في الاستمرار على ذكره وطاعته والاستعانة به والتوكل عليه وحسن الظن به {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.
- التحلي بتعزيز الثقة بالنفس وقوة الإرادة والطموح والأمل والتفاؤل، (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم.
- الحذر من المبالغة في الشعور بالقلق والهم والحزن والاكتئاب والإحباط واليأس، ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ).
- الثقة بأن المشكلة ليست فحسب في الأوضاع، وإنما في تعاملنا معها، وأنها لن تستمر، فلا بد لها من أجَل قريب -بإذن الله-، وعندها يستمر التعليم وتتهيأ فرص العمل وتستمر الحياة، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب البشارة، ويُكثر من قول: ( أبشر ) قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:( بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا).
- الأصل أن تتهيأ باكتساب المهارات العلمية والعملية، وتنمية مواهبك وثقافتك وتطوير ذاتك عبر مباشرة الأعمال، حتى تنمو المهارة والدراسة والدورات من أجل الحصول على فرص العمل في الظروف الطبيعية، والاجتهاد في التفتيش عن العمل عبر الشبكات والشركات والأصدقاء، سواء في الوظائف المعلنة أو غير المعلنة، والقبول بالعمل المتوفر الموجود حتى تزداد الخبرة وتتوفر الفرص الأفضل.
- استعد في أية لحظة للمقابلة متحليا بالثقة بالنفس وحسن الأدب والابتسامة، واطبع بطاقتك وفيها رقم هاتفك وصورتك الشخصية وموجز عن مهاراتك، ولن تعدم ولو العلمية منها، وهيء سيرتك الذاتية مشتملة على مواهبك وإنجازاتك.
- وكونك متعلماً ومتميزا في دراستك وتخصصك، فيمكنك العمل من داخل البيت عبر الدروس الخصوصية أو الكمبيوتر ونحوهما.
- ثق بأن والديك يقدران ظروفك ويعذرانك فلا تقلق، لكن من المهم أن تعوضهما على معروفهما زيادة في البر بهما وطاعتهما، والاعتذار لهما ورفع معنوياتهما بتعويضهما قريبا بالاجتهاد والعمل والاستمرار بالدراسة، وكون الوباء لن يدوم قطعا -بإذن الله-.
- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، لاسيما ونحن في هذا الشهر المبارك الفضيل (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
بارك الله فيك وفي والديك وأهلك ودراستك وعلمك وعملك، والله الموفق والمستعان.