هل أصبر أكثر على ظلم زوجي وتصرفاته أم أنفصل عنه؟
2020-05-10 01:48:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تخرجت من كلية تكنولوجية ولم أعمل بمجالي وعملت بوظيفة حكومية، وتزوجت برجل فارق السن بيننا حوالي ٣ سنوات، لديه أخ وحيد، وتعرفت عليه عن طريق موقع زواج إسلامي، وقابلته مع أخي، وزارنا في البيت، وتمت الخطبة.
كان قد حكى لي في بداية تعارفنا أنه كان على وشك عقد قرانه على أخرى، ولاحظت في الخطبة عصبيته وأنه يخاصم، وتغاضيت، وأنجبنا بنتا عمرها عام ونصف، وصار يهددني بالطلاق في أي موقف، وطلقني مرتين، ويرفض أن نستشير أهله أو عالم دين أو أخصائيا في وضعنا، ويتهمني بالتقصير دائما، ويدعو علي، وصبرت على أمل الإصلاح، فهل أتمسك بذلك الأمل أم أن الانفصال أفضل للطفلة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك بنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يصلح زوجك وسائر النساء والرجال، وأن يرده إلى الحق والصواب، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والاستقرار والآمال.
لقد أحسنت في التواصل مع موقعك، وهذا الأمر فعلاً يحتاج إلى وقفة، إذا كان قد طلقك مرتين فلم تبقَ أمامكم إلا فرصة واحدة، ومع ذلك فنحن نرفض فكرة الطلاق، لكن ينبغي أن تنتبهي أولاً للأمور التي تثير غضبه وتدفعه للطلاق أو للشجار والعصبية، فإن العصبية إشكال ولكن إذا تزوجت المرأة من رجل عصبي فعليها أن تتفادى الأمور التي تثير غضبه وعصبيته، وبذلك تكون قطعت أكثر من نصف الطريق في الحل، لأن الإنسان إذا كان عنده هذه الصفة لا بد أن نعرف الأمور التي لا ترضيه، فنتجنبها، وكما قالت العاقلة لزوجها: ماذا تحب فآتيه، وماذا تكره فأجتنبه.
الأمر الثاني: لا بد أن تتفهمي معه ويعرف خطورة التمادي في هذا الطريق، وهذا ينبغي أن يكون في وقت فيه هدوء، ليس وقت الخصام ولا وقت الانزعاج، ولكن قولي له بعد أن تبيني له أن له مكانة عندك، وأنك تقدرينه، وأنه زوجك، وأنه والد طفلتك، تقولين له: حتى لا تضيع الطفلة، وحتى لا نضيع أنفسنا ينبغي أن تتواصل أنت وحدك مع رجال الدين لتعرف الأمور التي حصلت والطلاق الذي حصل في المرات السابقة حتى لا نكون نعيش مع بعضنا على غير هدى وعلى غير أحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ثم بيني له أيضاً أن هذا الذي يحدث يؤثر على الطفلة التي ستكون مظلومة جداً في حال وصول العلاقة بيننا إلى طريق مسدود، ونتمنى أيضاً بأن تخبريه أن يتواصل مع هذا الموقع إذا كان لا يريد أن يتواصل مع أي إنسان فيمكن أن يكتب استشارة يتواصل فيها مع موقعكم، يعرض ما عنده، يعرض ما يشكوه، يعرض الأمور التي لا تعجبه فيك حتى يسمع من الأخصائيين والموجهين الشرعيين التوجيهات المناسبة له، فالرجال أعرف بالرجال.
وليس من الضروري أن يعرف أهلك أو أهله، لكن من المهم أن يعرف أهل الاختصاص، ونحن لكم أيضاً جميعا في مقام الآباء والإخوان الكبار، والنصح -إن شاء الله- متاح عبر هذا الموقع، فيمكن أن تقترحي عليه أن يتواصل مع الموقع ويعرض ما في نفسه ويعرض ما حدث خلال هذه السنوات الثلاث، التي كان فيها معك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على التمسك بآداب هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ومن المهم أيضاً الانتباه إلى جوانب التقصير التي يتهمك فيها، ونشكر لك صبرك ورغبتك في إصلاح الأسرة ونحيي حرصك على مصلحة هذه الطفلة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبعد عنكم شياطين الإنس والجن، وأن يرد زوجك إلى الحق، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعيد علينا وعليكم أيام الصيام أعواما عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وأن يجعلنا جميعاً ممن طال عمره وحسن عمله.