إن أطلت الحديث مع أمي وأصدقائي أشعر بالضيق وأود الخلاص، ما تفسير ذلك؟
2020-05-03 02:11:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لا أستطيع التأقلم مع أمي وأصدقائي، ولا أستطيع تكوين علاقات مع الذين أعرفهم، فبمجرد طول المحادثة مع أي منهم أشعر بالضيق، وأود الخلاص وكأنني مقيد، وأود خلاص نفسي.
من فضلكم أشيروا علي ببعض نصائحكم، جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المختار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير، تقبل الله صيامكم وطاعتكم.
أكثر الناس سعادة واستمتاعا بالحياة هم الذين لديهم علاقات اجتماعية ممتازة، والذين يحرصون على القيام بواجباتهم الاجتماعية، وهذه أمور أصيلة في ديننا الإسلامي، أن نلبي الدعوات، دعوات الأفراح مثلاً، أن نزور المرضى، أن نصل أرحامنا، أن نمشي في الجنائز، أن نقدم واجبات العزاء، أن تكون لنا علاقات وصداقات اجتماعية راسخة وجيدة، أن نصلي مع الجماعة، فيا أخي الكريم هذه كلها أمور مهمة للتواصل الاجتماعي، أنت لديك حقيقة قلق وسواسي حول العلاقات الاجتماعية، لا تتحمل إلا علاقة في محيط ضيق ومغلق، لأنك لا تكون علاقات إلا في حدود، ويظهر أن تفاعلك مع أصدقائك ليس على المستوى المطلوب.
أنا أقول لك لا، غيّر مفهومك، لأن العلاقة الاجتماعية الأصيلة مع الصالحين من الشباب مهمة جداً ومطلوبة، وليس من الضروري أن تتعرف على عدد كبير من الناس، يمكن أن صداقاتك في حدود معقولة مع أفراد تثق فيهم، ومثل حالتك هذه تتطلب الأنشطة الجماعية، مثلاً ممارسة كرة القدم مع مجموعة من الشباب، الانضمام مثلاً لمركز لتحفيظ القرآن مع الشباب، الانضمام لنادي شبابي أو جمعية شبابية، لا بد أن تقوم بخطوة لنشاط اجتماعي ملزم من النوع الذي وصفته لك، هذا يؤطر شخصيتك ويجعلها قادرة على تطوير المهارات الاجتماعية، ومن خلال جامعتك أو مرفقك الدراسي يمكن أيضاً أن تبني علاقات راشدة، علاقات ممتازة، علاقات تحس فيها بالراحة.
إذاً الأمر يتطلب منك فقط أن تقدم وتبني علاقات، لا شيء يمنعك أبداً، وعلى مستوى المنزل على مستوى الأسرة لا بد أن تكون شخصا منفتحا صاحب مبادرات، باراً بوالديك، تقدم دائماً أفكارا جيدة للأسرة، هذا يطور شخصيتك من الناحية الاجتماعية، في بعض الأحيان طبعاً ننصح بأدوية مضادة لقلق المخاوف، لكن لا أراك في حاجة حقيقة للعلاج الدوائي، الأمر في غاية البساطة وأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.