لماذا لم يؤمن كفار قريش بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
2020-04-23 05:22:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ما هي الأسباب التي جعلت كفار قريش لا يؤمنون بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، والجواب على سؤالك، فهناك أسباب كثيرة لكفر قريش بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأسباب:
1- تأثير النبوات، فقد كانت بيئة قريش قد تبدلت فيها ملة إبراهيم عليه السلام، وليس لهم علم بالتوراة والإنجيل كما عند اليهود والنصارى.
قال تعالى: (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ) (السجدة).
2ــ العصبية للآباء والأجداد، حيث جعلوا طريقة الآباء هي الطريق الحق، وأنه يجب الحفاظ عليها، وأن هذا هو الطريق الأقوم.
قال تعالى: "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون" (المائدة).
قال تعالى: "بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون" (الزخرف).
3. موقف أهل الكتاب من اليهود، حيث أنهم زعموا أن الكفر الذي عليه قريش هو الدين الحق، وأن دين الإسلام ليس دين منزل من الله وأنه دين باطل، قال تعالى" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً" (النساء).
4. التأثير البالغ لقريش على سائر العرب، وخافوا أنهم إذا أسلموا أن يفقدوا الزعامة على العرب، روى البخاري عن عمرو بن سلمة: كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم.
سيطرة الأعراف القبليَّة "عصبية الجاهلية"، كان الصِّراع القبليُّ، والتَّنافس على الرِّياسة، والشَّرف، يرفضون الإسلام خوفاً على مناصبهم، ومكانتهم، ولم تسلم بعض القبائل حسدا للرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه من غير قبيلتهم، كما حصل من أبي جهل فكان كفره لأن من قبيلة بني مخزوم، والتي تنافس بني هاشم في زعامة قريش.
ما علمت قريش من عقائد وأحكام الإسلام التي فيها الدعوة إلى التوحيد وتحريم الشرك، ومنع الظلم الاجتماعي، والفساد الاقتصادي والأخلاقي، فأبوا أن يدخلوا في الإسلام لأنه يمنعهم مما كانوا عليه من الكفر والانحراف، ما أعتادت عليه نفوسهم.
وفقك الله لمرضاته.