الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abuabdullah123 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
لديك استشارة سابقة رقمها (
2427476) تقريبًا بنفس محتوى رسالتك الحالية هذه، وكما تفضلت لديك قلق متقطع، أي ليس بقلق مطبق، والقلق بما أن سماته الرئيسية هي التوتر النفسي، هذا التوتر في بعض الأحيان يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات فروة الرأس وعضلات القولون، لذا تجد أن أعراض الجهاز النفسي كثيرة، خاصة أعراض ما يُعرف بالقولون العصبي بالنسبة للأشخاص الذين يكونون عرضة للتوتر.
أنا أعتقد أن حالتك بسيطة جدًّا حتى وإن كانت تُزعجك في بعض الأحيان، لكنها لا تحمل أي خطورة، هذه الحالات نُسمّيها بالحالات النفسوجسدية البسيطة.
من أفضل أنواع العلاج هي الرياضة، هذا الكلام الآن قد أُثبت علميًّا، الرياضة المتواصلة المتوازنة التي لا تقل عن ساعة في اليوم مثلاً، بمعدل على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، ويا حبذا لو كانت يوميًّا، كرياضة المشي، الجري، ممارسة كرة القدم، أي شيء من الرياضات، فالرياضة مفيدة، تقوّي النفوس، تزيل القلق، تزيل الأعراض التوترية النفسية وكذلك الجسدية، فأرجو – يا أخي – أن تهتمّ بموضوع ممارسة الرياضة، وتجعل لها مجالاً في حياتك.
تنظيم الوقت والتواصل الاجتماعي الإيجابي والحرص على العبادات يُشعر الإنسان بالرضا، وحين يشعر الإنسان بالرضا يقلّ التوتر كثيرًا، وهذا أيضًا ينعكس إيجابيًا عليك -إن شاء الله تعالى- كذلك النوم الليلي المبكّر لا مثيل له ولا بديل له فيما يتعلق بانعكاسه الإيجابي على الصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية، يحدث ترميمًا كاملاً لخلايا الجسم وخلايا الدماغ من خلال النوم الليلي المبكّر، فهذا أيضًا يجب أن تضعه في الاعتبار.
بعد ذلك أقول لك في موضوع الأدوية: تحتاج لدواء بسيط، أبسط من السبرالكس، السبرالكس نعم دواء رائع، لكن لا أعتقد أن حالتك قد وصلت للحاجة للسبرالكس، عقار (سلبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) هو عقار جيد وبسيط، وبجرعة صغيرة ليس له آثار جانبية، والجرعة التي تحتاجها هي أن تبدأ بكبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) في الصباح يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
أعتقد أنك لو طبّقت ما ذكرتُه لك من إرشاد، وتناولت الدوجماتيل بالكيفية التي ذكرتها لك -إن شاء الله تعالى- سوف تلاحظ أن هناك تطورا إيجابيا كبيرا في صحتك النفسية.
نسأل الله تعالى أن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يبلغكم ويُبلغنا شهر رمضان، ويجعلنا من الصائمين القائمين العابدين، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.