أختي تريد أن تقف أمام زواجي من ابن خالتي.. ما نصيحكتم؟
2020-04-14 02:07:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة بحجم بساطتها بحجم تعقدها، أنا أحب شابا، وهو ابن خالتي منذ مدة، وهو كذلك يبادلني نفس الشعور، ويعزم على خطبتي في أقرب فرصة تسنح له، هو متخلق ذو أخلاق عالية، قمة في التربية، يعمل، والكمال لله، لكن العلاقة سرية دون علم لأحد أطراف العائلة، لكن المشكلة ليست هنا، بل في أختي الكبرى التي ترى بأنه يتوجب علي الزواج بشخص ذي منصب عال في العمل، ويملك سيارة خاصة ومنزلا خاصا به، وهذا قد يقلقني، وتقول بأنها سوف تقف في طريق أي عريس لا يملك هذه المواصفات.
للأسف حالته المادية ميسورة، أو متوسطة، أحترم نصيحة أختي، لكن كلامها أقلقني جدا.
أرجوكم ما هو الحل معها؟ وكيف أتصرف؟ وهل أضيع شخصا أراد الحلال معي من أجل هذه الملذات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير حيث كان، ثم يُرضيك به، وأن يجمع بينك وبين ابن خالتك بالحلال، وأن يُصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن وجود الدين والأخلاق هو أهم المؤهلات والمواصفات التي ينبغي أن نبحث عنها ونرتضيها استجابة لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه – دينه وأمانته – فزوّجوه))، وقال للرجل أيضًا: ((فاظفر بذات الدِّين))، وما عدا ذلك من المواصفات تبعٌ لهذه الصفة (الدِّين)؛ لأن الدين هو الأصل، والبيت ينبغي أن يُؤسَّس على تقوى من الله ورضوان، ونعتقد أن الحل في هذا الوضع الذي أنتم فيه هو أن يتقدَّم ابن الخالة ليجعل العلاقة علاقة جهرية، وليست علاقة سريَّة، كأن يُرسل والده أو يُرسل والدته لتتكلَّم ولو مشفاهةً، وبعد ذلك ستتحرّك الأمور في الاتجاه الصحيح؛ لأنه عندها سيكون هو الذي سبق، وهو الذي طرق الباب دون غيره، وهو صاحب الدين والخلق، وهو النموذج للشباب، والطريق لمن سبق، كما أنه ابنُ خالة، وفرصَه كبيرة جدًّا، ابنُ خالة يعني الفرص كبيرة جدًّا، وهو من أقرب الناس إليك.
ولذلك أرجو ألَّا تنزعجي، ونتمنَّى أن يكون التحرّك في هذا الاتجاه، واشكري لأختك ما في نيّتها وقصدها أنها تُريد لك ترف الدُّنيا وراحة الدُّنيا، ولكن الإنسان هذه الأمور يختار فيها الدِّين، ويختار فيها مَن تميل إليه النفس، فإن التلاقي بالأرواح، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
ولذلك أرجو ألَّا تنزعجي، وسلِّمي أمرك لله تبارك وتعالى، والحل في هذه المسألة هو أن يتحرّك ابن الخالة ليعمل خطوة في الاتجاه الصحيح، ولو مجرد كلام، ومعروف أن الأسرة بهذه الطريقة إذا قالت والدته أو والده (نريد فلانة لفلان) هذا وحده يكفي كبداية، ثم بعد ذلك عندما تتهيئوا لإكمال المراسيم يتمّ هذا الخير.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله تبارك وتعالى، وقد أحسنتِ فإن الإنسان ينبغي أن يُقدّم الدِّين، والخيرُ كلّه في أن تختار الفتاة صاحب الأخلاق وصاحب الدِّين، ولن تستفيد من أغنى أغنياء الأرض إذا لم يكن له دين، ولن تنجح العلاقة (الزواج) إذا لم يكن في نفسها ميلٌ إلى زوجها وليس إلى أمواله.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، وننصحكم أيضًا أن تجعلوا العلاقة في إطارها الصحيح الشرعي، ينبغي أن تُعلنَ وتخرجُ إلى السطح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.