أعاني من القلق والخوف وعدم الأمان ونوبات الهلع منذ الصغر.
2020-04-11 22:16:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من خجل منذ الطفولة، وأشعر بالإحراج من الناس، والخوف من الجلوس في المجالس، وأشعر بالتوتر وبأن الجميع ينظر إلي ويضحك على تعابير وجهي، شخصت حالتي برهاب اجتماعي ونوبات هلع وقلق عام.
لا أطيق الصبر، لا أريد بذل أدنى مجهود، عند القيام للصلاة أو عند بذل مجهود يأتيني صداع في الجبهة، أشعر بعدم الأمان وأحب الجلسات مع أهلي لأنها تشعرني بالأمان، كنت في طفولتي أخجل من أهلي كثيرا، وأخاف وأنا آكل معهم، أشعر بأني مضطهد منهم؛ لأن بيأتنا كانت سلبية والنقد فيها كثير، دائما أخاف أن أتحدث ويغضب أحد من كلامي ويقوم بإسكاتي، فلساني يربط ولا أستطيع الرد عليه، أخاف من الشجار والعراك وأجمد أثناء العراك، وأشعر بأني منفصل من الواقع، لا أريد أن أعمل، أريد الراحة فقط، أشعر بأن الجميع سيغضب مني لو تحدثت.
أشعر بعدم الأمان، أنا لم أكن عند أمي وأبي من الصغر، أستيقظ أحيانا وأشعر بخوف شديد يجعلني أختبئ تحت اللحاف، أخاف أن أخرج لمكان عام وأن يقوم الناس بالضحك علي أو على تعابير وجهي.
أريد دائما التحدث مع الأخصائية النفسية فأنا أشعر بالأمان أثناء محادثتها، أخاف من الجن وأخاف أن أتقيأ، ألعب بشعري وكان لدي عادة نتف الشعر، أستخدم الريدون بجرعة 1 مل للشخصية الحساسة، الزيروكسات بجرعة 10 مل للرهاب الاجتماعي والقلق العام، والأنفرانيل 35 مل لنوبات الهلع.
أشكر هذا الموقع الجميل، وأشكر الدكتور محمد عبدالعليم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
بالفعل لديك شيء من قلق المخاوف مع الخجل، وربما تكون شخصيتك أيضًا شخصية اعتمادية بعض الشيء – مع الاحترامي الشديد لك– والمطلوب منك هو أن تعيد تقييم شخصيتك، حاول أن تستكشف الجوانب الإيجابية في شخصيتك، وأنا متأكد أنها كثيرة وكثيرة جدًّا، وحاول أن تنمّي هذه الجوانب الإيجابية، لأنها هي التي تُقلِّص الجوانب السلبية.
حاول أن تبني صداقات وعلاقات مع الصالحين من الشباب، أنت ذكرتَ أنك تخاف من العراك والشجار، كلنا نخاف من العراك والشجار، لأنه أمر بغيض حقيقة، فلا تنقل نفسك لبيئة فيها عراك وشجار، كن دائمًا مع الطيبين، مع الصالحين الذين تأمنهم ويأمنوا رفقتك.
اجعل لنفسك طموحات مستقبلية، ما الذي تريد أن تقوم به بعد التخرج؟ قطعًا العمل، التميز في الوظيفة، الزواج، فضع لنفسك هذه الخارطة الذهنية الإيجابية، هذا يُساعدك كثيرًا، وأنا أنصحك أن تنضمّ لعملٍ خيريٍّ أو جمعية اجتماعية أو ثقافية، هذا يُساعدك كثيرًا على بناء شخصيتك، وهذا أمرٌ مجرَّبٌ ومعروف، الالتحاق بأحد مراكز تحفيظ القرآن أيضًا، هذا يُساعدك كثيرًا في علاج الرهبة الاجتماعية. احرص دائمًا على صلاة الجماعة لأن المسجد مكان للأمان، والجماعة بيئة للتفاعل الاجتماعي الإيجابي.
فيا أخي الكريم: هذه وسائل متوفرة في حياتنا وفي مجتمعاتنا، ويجب حقيقة أن نتعلّم منها ومن خلالها لنبني أنفسنا بناءً صحيحًا.
أريدك أيضًا أن تقرأ عن الذكاء الوجداني – أو ما يُسمّى بالذكاء العاطفي – توجد كتب كثيرة جدًّا عنه، وهو مهمّ بالنسبة لك، لأنك من خلاله سوف تتعلَّم كيف تتعامل مع نفسك إيجابيًّا، وكذلك تتعامل مع الآخرين إيجابيًّا، فاقرأ أحد الكتب التي تتكلم عن الذكاء الوجداني، وهي عديدة جدًّا، أولّها وأفضلها طبعًا الكتاب الذي كتبه (دانيال جولمان) سنة 1995، وهو أحد روّاد هذا العلم.
الرياضة الجماعية أيضًا مهمّة جدًّا، أي رياضة جماعية مع مجموعة من الشباب سوف تُساعدك كثيرًا في البناء النفسي.
أنت ذكرت أنك ترتاح كثيرًا حين تتحدث مع الأخصائية. هذا أمرٌ جيد، لكن لا أريدك أن تكون اعتماديًّا، ابحث عن طاقاتك الإيجابية وأخرجها وتغيّر من خلالها، {إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
الأدوية متشابهة، وأنا أعتقد أن عقار (ريدون) بجرعة واحد مليجرام جيد جدًّا وسيفيدك كثيرًا، الزيروكسات أيضًا جيد، لكن جرعة عشرة مليجرامات ليست كافية، ولا داعي لاستخدام الأنفرانيل معه إلَّا إذا الطبيب رأى ذلك، يعني: الزيروكسات والأنفرانيل يمكن استبدالهما بالزولفت والذي يُسمّى (سيرترالين)، دواء رائع جدًّا وممتاز وسليم، يمكن أن تتفاكر مع طبيبك حول الانتقال للزولفت، أو على الأقل أن ترفع جرعة الزيروكسات وتتوقف تدريجيًا من الأنفرانيل.
الإكثار من الأدوية ليس أمر طيبًا، وهذه الأدوية تتفاعل مع بعضها البعض بصورة سلبية.
وإن رأى الطبيب أن تستمر على نفس علاجك هذا فاستمر عليه، مع أهمية التطبيقات الإرشادية التي ذكرتها لك سلفًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.