أعاني من وخز لاسع وتشوك بكامل الجسم
2020-04-12 06:12:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تحية إجلال لطاقم الموقع مع التنويه للدكتور عبد العليم على مجهوداته السامية، كما أتقدم له بمشكلتي، وأتمنى منه رداً مقنعاً يصف حالتي بالتدقيق، وإعطائي دواءً مناسباً، ويساعدني على الخروج من هذا المشكل الذي أعاني منه قرابة سنة ونصف، والذي يخف ويرجع مع أعراض أخرى نفسوجسدية وصفها كالآتي:
وخز لاسع وتشوك بكامل الجسم، مع عدم راحة وتهيج، وضربات قلب غير منتظمة وشيء من العصبية لمدة معينة، وسخونة من داخل الجسم مع قليل من التعرق وتشوش بالرأس وحرقان كأني واضعه بفرن، وعدم الارتخاء كأني مسرع لأفعل شيئاً ولا أطيق انتظاره.
دوخة قوية مع إحساس بإرجاع وقرحان بالمعدة وألم وعياء جسدي يفقدني توازني وطاقتي
مع شيء من الخوف البسيط دون سبب، وشد عضلي بالرقبة يختفي مع بعض من رفرفة العضلات وتشنجها.
آلام رأس قوية جداً أعلى الرأس تعصر المخ أحس معاها بشيء من العصبية، وضغط على الصدر وشد قوي جانبي الرأس وخلفه.
بعض التوتر والقلق والنرفزة دون سبب مع بعض التململ الجسدي كأني لا أصل للاسترخاء حتى وأنا مستلقي.
نوبة نوم وعياء لا أستطيع مقاومتها، كما أستيقظ بألم رأس وتشوش به يوصف كأنه عندما تضع شامبوا نعناع بارد على الرأس، نوم متقطع بصورة متقطعة قليلاً.
أحس مرات قليلة بعصر بالدماغ يجعلني أحس بالبكاء وشيء من الضغط على الصدر ونفور وضيق بسيط لا تصل لاسم الاكتئاب.
أحياناً عند القراءة أو التركيز في موضوع معين أحس بتشوش بالدماغ وحرقان يلف الرأس كاملاً، ولا أقوى على التفكير جراءه، مع شيء من العصبية، أحياناً تأتي رجفة داخلية بكامل الجسم مع آلام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
قطعًا لديك أعراض جسدية كثيرة، والتي لا أرى أن منشأها عضوي، إنما منشأها نفسيّ، القلق والتوترات النفسية وعسر المزاج النفسي كثيرًا ما يظهر في شكل توترات عضلية في أجزاء مختلفة من الجسم، ممَّا يؤدي إلى ظهور الأعراض التي تحدثت عنها، وهناك من يرى من علماء النفس والسلوك أن الاكتئاب المقنع في بعض الأحيان ربما يظهر كلِّيًّا في شكل أعراض جسدية، وإن كان هذا الكلام لا يؤكد عليه أيضًا عدد معتبر من المختصين.
عمومًا أنت في سِنٍّ صغيرة، وأنا أعتقد أن القلق هو العرض المُهيمن عليك، والقلق يمكن أن نوظّفه ونجعله قلقاً إيجابيًا؛ لأن القلق السلبي يتحول إلى أعراض جسدية، والإنسان يحوّل قلقه ليكون قلقًا إيجابيًا عن طريق المثابرة، وحسن إدارة الوقت، تجنب النوم النهاري.
الحرص على الرياضة يوميًا، التمارين الاسترخائية أيضًا مهمَّة، يجب أن تكون ممارسة يوميًّا، الحرص على العبادات، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس، القراءة، الاطلاع، مجالسة الصالحين، الصلاة مع الجماعة... هذه كلها متنفَّساتٍ إيجابية جدًّا لاحتواء القلق النفسي السلبي، وتحويله إلى طاقة نفسية إيجابية ترتقي بالصحة النفسية.
ويا أخي الكريم: العلاج ليس دوائيًا في المقام الأول، العلاج يتعلق بنمط الحياة، ويجب أن تكون حياتك على الأسس التي ذكرتها لك.
من المهم أيضًا ألَّا تتردد على الأطباء كثيرًا، لكن يمكن أن تذهب إلى طبيب الأسرة مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر مثلاً للفحص الدوري الروتيني، وهذا وُجد من أكبر وأفضل الوسائل التي تبعث الطمأنينة في الإنسان، وتقنعه لدرجة كبيرة جدًّا أن أعراضه بالفعل ليست جسدية.
يأتي بعد دور العلاج الدوائي، ومن أفضل الأدوية التي تساعد هي عقار (سلبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) يُضاف إليه أحد مُحسّنات المزاج، وأنا أعتبر أن الفلافاكسين أو الإفيكسور قد يكون هو الدواء الأفضل، تبدأ في تناول الفلافاكسين بجرعة 37.5 مليجراما يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا، تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى 37.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم 37.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
أمَّا السلبرايد فتتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
أدوية فاعلة وسليمة، وإذا لم تتحصّل على الإفيكسور يمكن أن يستبدل بعقار (زولفت).
أنت تحتاج أن تقابل الطبيب في الرعاية الصحية الأولية، توجد خدمات نفسية ممتازة جدًّا، أو إذا قدّمت نفسك لخدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد أيضًا سوف يقوم المختص باللازم حيالك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.