الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: حالتك واضحة جدًّا، وقد أعطيتنا تاريخاً مرضياً مفصّلاً وبصورة منسّقة، وأنا أٌقول لك: بالفعل لديك شيء من قلق المخاوف ذات الطابع الاجتماعي، ويُعرف عن التأتأة أنها تزيد من القلق وتزيد من الانعزال الاجتماعي، وكذلك الخوف.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تنظر لقيمة نفسك بصورة إيجابية، لا تحقّر نفسك أبدًا، أنت -الحمد لله تعالى- قطعًا لديك إيجابيات كثيرة جدًّا، وهذه الإيجابيات يجب أن تُقدّرها، ويجب دائمًا أن تفكّر فيها، وأن تسعى لأن تطوّرها.
نصيحتي الأخرى لك هي: أن تسعى دائمًا أن تتكلّم بهدوء، ولا تكتم، عبّر عن نفسك أوّلاً بأوّل، وحاول أن تقرأ القرآن بصوتٍ عالٍ، ويا حبذا لو جلست مع أحد المشايخ لتتعلّم التجويد على أصوله.
إذا كانت هناك أي كلمات تواجه صعوبة شديدة في نُطقها – أو أي أحرفٍ مُعيّنة – يجب أن تختار عدة كلمات تبدأ بالحرف الذي تجد صعوبة في نطقه، وتنطق الكلمة بصوتٍ عالٍ عدة مرات، هذا تمرين جيد جدًّا.
من التمارين المهمّة والضرورية لك هي: أن تتدرَّب على تمارين الاسترخاء، تمارين الشهيق البطيء، ثم حصر الهواء في الصدر، ثم الزفير البطيء، تُكرِّرها من خمس إلى ست مرات، مرة في الصباح ومرة في المساء، وتوجد أيضًا تمارين شد العضلات وإطلاقها، توجد برامج كثيرة جدًّا على الإنترنت واليوتيوب، وإسلام ويب أعد استشارة رقمها (
2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن ترجع إلى هذه الاستشارة وتطبق ما بها من إرشاد.
أريدك أيضًا أن تطوّر من فنِّيات الحديث مع الناس، دائمًا انظر إلى الناس في وجوههم، (واعلم أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة)، هذا كلامٌ عظيم جدًّا ومن الأدب الاجتماعي الرفيع.
لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، دائمًا شارك في الأفراح، شارك في الأتراح، قم بزيارة الأهل، صلة الرحم، هذا كله علاج وعلاج مهمٌّ جدًّا بالنسبة لك.
أنت تعمل في مخزن: حاول أن تتفاعل مع العاملين معك، كن صاحب مبادرات، لا تكن دائمًا أنت فقط في جانب الاستقبال لما يُقال لك، لا، كن لديك مبادرات، تكلَّم في أمور عامة، اسأل الناس عن أحوالهم. هذه مهمّة جدًّا.
على نطاق الأسرة: يجب أن يكون تفاعلك الكلامي واللفظي والانفعالي إيجابيًّا، ابنِ علاقات وطيدة مع المصلين – أخي الكريم – حين تُصلّي مع الجماعة؛ هذا أيضًا فيه نوع من التعرُّض الاجتماعي الممتاز، وفي ذات الوقت فيه خير كثير لك؛ لأنك سوف تتعرَّف على الصالحين من الناس.
بقي أن أقول لك: الدواء، الدواء مفيد وجيد، وأنت تحتاج لدواء يُسمَّى (سيرترالين)، هذا دواء ممتاز وموجود، تبدأ بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وتدعمه بدواء آخر يُعرف باسم (أولانزبين)، تتناول اثنين ونصف (2,5) مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسة مليجرام – تتناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا ما أود أن أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.