الصداقة بين الرجل والمرأة عبر الإنترنت.
2003-11-08 06:29:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي أني دخلت إلى أحد مواقع الدردشة وتعرفت على رجل متزوج ولديه أولاد، فرحت لذلك حتى تكون صداقة طيبة وبريئة، وكنا كذلك فعلاً، نشكو همومنا لبعض، ونراسل بعضنا كثيراً، لكننا لم نتحدث ولم نتقابل ولا مرة والحمد لله، علمت منه بأنه لا يصلي، وفكرت أنه قد يكون مشروعي أن أحاول حثه على الصلاة، وفعلا بدأ بالقليل وهكذا.
ثم حصل واختلفنا لأنني نصحته بالابتعاد عن فتاة تحاول خداعه وجره إلى ما سيهدم أسرته فلم يتحمل مني ذلك، وطلب مني أن لا أراسله أبداً، أنا فقدت صديقاً كنت أشكو له همومي، مع العلم أني بدون إخوة أو أخوات، وكنت أعتبره أخاً أحاول وأدعو له بالصلاح، أنا حزينة لما حدث، أتخبط دون أن أعرف ماذا فعلت؟ وماذا يجب أن أفعل؟ هل حرام محاولتي أن أدفعه للصلاة لأنه رجل وأنا فتاة؟ هل هذا النوع من الصداقة حرام أصلاً؟ أرجوكم ساعدوني فإن نفسي ضاقت علي ولا أعرف كيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الكريمة الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا يا ابنتي ولا تترددي، فنحن جميعاً هنا في انتظارك، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.
وبخصوص ما ورد برسالتك وهذا الهجر الذي حدث من هذا الرجل، كل ذلك شيءٌ طبيعي جداً يا ابنتي؛ لأن ما بني على الباطل يكون باطلاً، واحمدي الله أن عجل بقطع هذا العلاقة المحرمة؛ لأنه لا توجد صداقة في الإسلام بين رجل وفتاة أجنبية عنه.
يا ابنتي! بمقدورك أن تتخذي لك صديقة من جنسك عبر الإنترنت أو غيره، وهذا لا مانع منه، وقد يكون أحياناً ضرورياً ومهماً لأن البعض تعوَّد على أن يفضي بما في نفسه إلى غيره، وأنه في حاجة إلى إنسان يسمعه ويعيره اهتماماً به وبمشاكله، هذا صحيح وموجود بكثرة، ولكن نقول: ليكن هذا مع فتاة مثلك، أما الرجل فلا؛ لأن هذا حرام شرعاً، فاحمدي الله أن عافاك من هذه العلاقة، خاصة وأن الرجل تركك بسبب نصيحتك له بالصلاة، وإذا كان فيه خير كان سيفرح بنصائحك، ولكن نظراً لأنه كان يتسلى معك، ومثل هذا النوع يصعب أو يندر أن يكون لديه شيء من الالتزام، ومن هنا تركك وبحث عن غيرك؛ لأنه يريد السوالف والدردشة حتى وإن لم تكن في كلام محرم، فقد يكون هو الآخر في حاجة إلى من يهتم به ويسمع منه، ووجدك ضالته المنشودة، فلما تعرضت لأشياء لا يريدها ضحى بك من أجل معصيته، وهذا شيءٌ طبيعي يا ابنتي، فلا تحزني؛ لأن مثل هذا لا يستحق ذلك، وسلي الله أن يرزقك أختاً صالحة تعينك على طاعة الله وتفضين إليها بما في نفسك حتى يأتيك الزوج الصالح الذي يعوضك عن ذلك كله.
وبالله التوفيق.