سئمت من الرفض بدون سبب والمقارنة.
2020-03-31 03:02:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله خيراً كل من خصص وقته وجهده في الإعانة على إيجاد حلول للناس، ووفقه.
أبلغ من العمر 26 سنة، أعمل مهندسة، وأكملت تعليمي، ولكن والدي يستمران برفض الخطاب منذ أن كنت في 19 بدون أن يشاوروني بحجة دراستي، ولكن بعد إكمال دراستي ما زالوا يرفضون الخطاب بدون السؤال عنهم، حيث يستعجلان ولا يتأكدان من السؤال، أو حتى يشاوروني.
قبل شهر ونصف تقدم شخص وجدت فيه صفات الشريك المناسب لي، ولكن استمر أهلي بالمماطلة لمدة طويلة، ثم رفضوا العريس بدون إخباري، بحجة أنه في بلد آخر، ولم يجدو أحد للسؤال عنه، بينما في نفس الوقت تقدم شخص لشقيقتي الصغرى التي عمرها 22 سنة، ولم يستغرقا أو يرفضا، بل تمت خطوبتها خلال ثلاثة أسابيع!
حاولت التحدث مع أمي ولكنها تخبرني أن لا أستعجل، وأنه يجب أن أخجل من نفسي، لرغبتي الشديدة بالزواج، ولكني خائفة، وأشعر الآن بالقهر والظلم.
عدا ذلك فإني أعاني أيضا من المقارنة الشديدة بيني وبين أختي، رغم أني أحبها، لكن أمي تستمر بتفضيلها علي، والآن بعد خطوبتها أصبحتا تتجاهلاني تماما، ولم أتحدث مع أمي منذ يومين، فأنا نوعا ما أصبحت لا أشعر بالراحة معهما، وأشعر أني غريبة، فماذا أفعل؟
أغيثوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونشكر لك ثناءك على الموقع، ونؤكد أن هذا واجبنا ونشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُعجّل لك بالحلال، وأن يكتب لك السعادة، ويُحقِّق لك الآمال، هو ولي ذلك والقادر عليه.
تفهمنا شكواك – بنتنا الفاضلة – ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي والديك إلى ما فيه الخير بالنسبة لك، وأعتقد أن الفتاة هي صاحبة المصلحة يعني في الارتباط، وهي صاحبة القرار النهائي، وأرجو أن تُراجعي هؤلاء الذين قام الوالد أو الوالدة بردِّهم، هل كان السبب فقط لهذه الأشياء المذكورة أم لعيوبٍ ربما خفيتْ عليك؟
على كل حال: أنت صاحبة رأي، وإذا كان الوالد والوالدة لا يستمعون؛ فأرجو أن تجدي في الأعمام والعمّات والأخوال والخالات من يتفهم الوضع الذي أنت فيه، فهؤلاء هم أكثر من يستطيعون أن يؤثّروا على الوالد والوالدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الصبر.
ونبشرُك بأن ما قدّره الله لك سوف يأتيك، واجتهدي في الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ولا تحجزي نفسك، شاركي في أنشطة المجتمع، أظهري ما وهبك الله من كمالات وجمال في مجمَّعات النساء، فكلُّ امرأة في الحيّ أو في أماكن الخير أو في بيوت الله – أو في غيرها – يبحثن عن فاضلات من أمثالك لأولادهنَّ أو لإخوانهنَّ أو لأي رجلٍ من محارمهنَّ، وسيأتيك ما قدّره الله تبارك وتعالى لك.
ونسأل الله أن يُسهّل عليك وعلى شقيقتك، طبعًا نحن نرفض أن يحصل هناك تفريق بينك وبين أختك الصغرى أو الكبرى أو غيرها؛ لأن الشرع يأمر الآباء والأمّهات بأن يعدلوا بين أولادهم، بل شدَّدت الشريعة في هذه المسألة، ولكن تقصيرهم في حقك أو ما يظهر لك من تفضيل منهم لأختك الصغرى ما ينبغي أن يكون حائلاً بينك وبين التواصل معهم، والإحسان إليهم والقيام بواجبك تجاههم، لأن بر الوالدين عبادة، ولأنها عبادة فإن المُجازي فيها والمُحاسب على التقصير فيها هو الله تبارك وتعالى، فلا يحملُك هذا الذي يحدث من والديك على التقصير في حقهم، بل ينبغي أن تتقرّبي منهم، وتقومي بما عليك، وتجتهدي في إظهار ما عندك.
وكلام الوالدة طبعًا نحن لا نُوافق عليه، ومن حق أي فتاة أن ترغب في العفاف، وأنت طبيعية برغبتك وبحرصك، ولكن نتمنَّى أن تجدي من إخوانك أو من خالاتك أو أخوالك مَن يتكلّم بلسانك، ويتفهم هذا الوضع الذي أنت فيه.
وإذا سكتت الوالدة عنك ولم تتكلّم معك فينبغي ألَّا تُجاري الوالدة، فهي تظلُّ والدة، واجتهدي في معرفة الأسباب، واحرصي بالقيام بما عليك تجاهها، وتجاه شقيقتك، وتجاه أفراد الأسرة، والإنسان إذا أدَّى ما عليه فإنه يُؤجر عند الله تبارك وتعالى، وعندما نقوم بالإحسان للآخرين فإننا نُجبرهم بإحساننا وبصبرنا عليهم على أن يعودوا إلى صوابهم.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونشرف أيضًا بتواصلك المستمر مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يضع في طريقك شاب صالح صاحب دين وصاحب خلق يُرضيك ويُسعدك، ونسأل الله الذي وفّقك للدراسة والنجاح أن يُوفّقك في حياتك الأسرية، وندعوك إلى أن تشكري الله على ما عندك من نعم، فإننا إذا شكرنا ما نحن فيه من النعم نِلْنا بشكرنا لربنا المزيد، فالله يقول: {وإذ تأذَّن ربكم لأن شكرتم لأزيدنّكم}.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى ثم بالصبر، ثم بالاشتغال بطاعة الله والدعاء واللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك.