أصبحت أخاف من كل شيء، وفقدت تميزي وتركيزي!
2020-03-26 03:02:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم إفادتي.
وأنا صغير كنت لا أخاف من أي شيء، لا شجار ولا أي شيء آخر، وكنت متميزا في دراستي، لكن الوضع اختلف! رسبت سنة في الكلية، وعندما أرى شجارا أو عندما يكلمني أحدهم بصوت مرتفع، تتزايد ضربات قلبي، وفي بعض الأحيان تصيبني رعشة، وهذا الأمر يدمر نفسيتي، وأجد مشاكل في دراستي، مع أني كنت متميزا، لكني الآن أصبحت خائفا من المستقبل، وأذاكر وأشعر كأني لم أذاكر، وأجيب عن الأسئلة وتكون إجاباتي خطئا! لا أعرف ما سبب كل هذا!
أرجو إفادتي، وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الخوف في أثناء الطفولة أمرٌ عاديّ جدًّا، ويختفي بعد سِن اليفاعة والبلوغ، كالخوف من الظلام – مثلاً – أو الخوف من صوت الرعد. أنت لم تمر بهذه المرحلة – كما ذكرتَ – وظهرت الآن لديك مخاوف ظرفية، أي في مواقف مُعيّنة – كما تفضلت وذكرت ذلك – وأعتقد أن إخفاقك الدراسي قلَّل من كفاءتك النفسية وجعلك لا تثق في مقدراتك.
فإذًا أول ما تبدأ بتصحيحه هو دراستك، يجب أن تجتهد أكثر، يجب أن تستشعر قيمة العلم، وأنا أنصحك بأن تنظم وقتك بصورة جيدة وسليمة، وهذا لن يحدث إلَّا إذا نمت مبكّرًا ليلاً، وتجنبت السهر. ثبت وقت النوم ليلاً، واستيقظ مبكّرًا، صلِّ صلاة الفجر، بعد ذلك خذ حمّاما واغتسل، وتناول الشاي، ثم اجلس لتدرس لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى الكلية.
الاستيعاب في فترة الصباح يكون بدرجة عالية وممتازة جدًّا، ساعة واحدة في الصباح – أي مع البكور – تُعادل ثلاث ساعات من المذاكرة في أي وقت آخر. هذا الكلام مؤكد ومُجرَّبٌ وقد جرَّبناه.
إذًا هذه هي النقطة الأولى التي تنطلق من خلالها في حياتك الجديدة – كما أحبُّ أن أسمِّيها – وتحاول أن تنتظم في المرفق الدراسي – في الكلية – تكون دائمًا في الصف الأول، تُذاكر دروس اليوم في يومه، تقرأ دروسك مع أصدقاء مهتمِّين ومُجيدين، وتكون لك أهداف، وهدفك يجب أن يكون النجاح.
وحتى تُكمل هذه الصورة الأكاديمية الممتازة؛ عليك بالالتزام بالصلاة وبقية العبادات، وأن تكون بارًّا بوالديك، لأن الصلاة وبر الوالدين مفاتيح للنجاح وللاستقرار النفسي، وتعتبر مفاتيح للرفعة النفسية، ومفاتيح للهمة العالية.
وما يحدث لك من مخاوف عندما ترى عراكًا – كما ذكرت – هذه أصلاً مواقف غير مرغوب فيها، وأنت لست بجبان، ولست بضعيف الشخصية، ويجب ألَّا تعتقد نفسك هكذا. أنت إنسان مثلك مثل الآخرين، والجأ لمصاحبة الأخيار من الناس، الصالحين من الشباب، تحسّ بالطمأنينة فيما بينهم. مارس الرياضة بكثافة، الرياضة تعطيك القوة والثقة بالنفس، وتفجّر طاقاتك بصورة صحيحة.
نسبةً لما تعانيه من قلق بسيط لا مانع أن تتناول دواء بسيطًا مثل الـ (موتيفال)، دواء بسيطا وسليما، ولا يحتاج لوصفة طبية. تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، هو ليس إدمانيًّا وليس تعوّديًا، وليس له أي آثار سالبة، وأنا متأكد أنه سوف يُدخلك في ناحية مزاجية أفضل، ويُقلِّل لديك القلق والتوتر.
لكن أهم شيء تطبِّق ما ذكرته لك من إرشاد، حول طريقة الدراسة، والتعامل مع الآخرين، والحرص على العبادات وبر الوالدين، وممارسة الرياضة... هذا هو الذي يجعلك تقف على أرجلك بصورة صحيحة، وإن شاء الله تعالى يُكتب لك مستقبلاً باهرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.