خطبت فتاة شعرت أنها شؤم علي، فهل ما أظنه صحيح؟

2020-02-17 04:37:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لطالما كان موقعكم من المواقع التي لها أثر في قلبي طيلة سنوات، وكم أتمنى لكم المزيد من التقدم والنجاح.

لدي سؤال قد يكون من جزئين: جزء شرعي، وجزء استشاري.

سؤالي هو:
أنا شاب كسائر الشباب، لست متزوجا، أعجبت بفتاة، وتعرفت عليها، ولكن بعد قرابة السبعة أشهر من المعرفة اكتشفت بأنها غير مناسبة لي من حيث الطبع وبعض الأمور، فحاولت الخروج من هذه العلاقة، وأنا أعلم بأنها متعلقة بي، وقد يؤذيها هذا الشيء، ولكني اضطررت لذلك، وما أحزنني أنها كتبت إلي كلمات أثرت بي، ومنها قولها حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي أهلك، ومن مثل هذه الكلمات، وهذا ما جعلني أقوم بتأنيب نفسي على ما حصل، ودعوت الله المغفرة والرحمة.

شاء الله بعد فراقنا بقرابة الشهرين أن حضرت فتاة صديقة العائلة، وكانت ذات مواصفات وخلق حسن، استخرت، وأكملت معها بعلم أهلي وأهلها، وكان طبعها يتواءم مع طبعي، ولكن بعد فترة شهر أو شهرين حدثت أشياء لا أعلم هل هي أقدار أم أن هذه الفتاة شؤم علينا.

أولها أن والدي كان يتمتع بصحة جيدة جداً، ولا يشكو من أي مرض، فجأة في لحظة واحدة حصلت له جلطة في القلب، واضطر لعمل عملية قلب مفتوح.

ثانياً: أختي كبيرة في السن سقطت على الطريق مرتين في فترات متفاوتة، ولكنها في الأخيرة انكسرت يدها.

ثالثاً: على الصعيد الشخصي أنا لدي تجارة، وكنت أسير بخطة معينة، ولكن للأسف تغير كل شيء،
وكلما وددت القيام بخطوة من خطبة أو ما شابه تحدث إما وفاة أو شيء مشابه له، وغير تلك الأمور.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونقدّر ثناءك على موقعك، ونحن أيضًا نفخر بشبابنا ونسعد بتواصلكم، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم الآمال.

نحن ننصح الشباب بعدم التوسّع في العلاقات العاطفية إلَّا بعد التأكد من الطرف الثاني، والتواصل بين الأهل من الجانبين، ونتمنى أن يتأكد الإنسان من الدين والخلق، والشريعة تُطالب كل طرف وتحضهم على السؤال، فإذا وجد الدين، وحصلت الموافقة، وجاء الميل والارتياح والانشراح والقبول، فلا نملك عند ذلك إلَّا أن نقول: (خير البر عاجله)، حتى لا يحصل تعلُّق ثم لا يكتمل المشوار فيقع الضرر، وإذا حصل نفور فينبغي أن نحسن الاعتذار ونحفظ الأسرار، وعلينا أن لا نفعل مع بنات الناس ما لا نرضاه لبناتنا وأخواتنا وعمَّاتنا وخالاتنا.

أمَا وقد حصل ما حصل فنحن نسأل الله أن يسهّل عليك وعليها، ونوصيك بالفتاة الأخيرة خيرًا، وعلينا جميعًا أن نُدرك أن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده سبحانه.

وأرجو أن تعلم أن الذي يحصل لأسرتك هو من تقدير الله، فأكثروا من الدعاء واللجوء إلى الله، وأكثروا من الاستغفار.

ونحن لا نعرف الأسباب التي دفعتك لتركها، لكن العودة إلى الوراء قد تكون صعبة جدًّا، فاستقبل حياتك بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في الله المجيد، وعليك أن تعلم أنه ليس لأهلك ذنب في الذي حصل، ولكن تحاشي الظلم مطلوب من الجميع، ونسأل الله أن يكتب السلامة للوالد وللأخت ولكل مريض.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا مَن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر. ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

www.islamweb.net