أريد الزواج من شخص متدين وأهلي رفضوه.
2005-09-28 11:11:42 | إسلام ويب
السؤال:
أريد الحل، أنا فتاة متدينة والحمد لله، وأريد الزواج من متدين أحبه ويحبني، ولكن أهلي رافضون جداً للزوج، والمشكلة أنا وهو حلفنا على القرآن أننا نتزوج، وكل أهلي رافضون، أريد الحل بسرعة، أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ العنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدّر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يهيئ لك من أمرك رشداً، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،،
لا شك أن رفض الأهل لهذا الزوج له أسباب، وإذا عُرف السبب بطل العجب، واستطعنا أن نجتهد في إصلاح العطب، ولست أدري هل رفضهم للزوج لأسباب اجتماعية أو لعدم معرفتهم بالرجل، أو لعدم موافقتهم الطريقة التي عرفوا من خلالها رغبتك في الزواج من ذلك الرجل؟!! كما أنه لم تتضح لي تاريخ علاقتك بذلك الرجل، وكيف كانت؟ وكيف وصلتم إلى درجة تبادل العواطف قبل أن يعرف الأهل؟ فربما كان هذا هو سب الرفض.
وأرجو أن أقول لك ولبناتنا الفضليات: إن للشريعة حكماً عظيمة وفوائد كثيرة في اشتراطها علم الأولياء في حرصها على أن يكون الزواج عن طريقهم، فهم أحرصُ الناس على مصلحة الفتاة، وهم أعلم الناس بالرجال، وقد ينتفعون أو يتضررون من الارتباط بأزواج بناتهم، ولذلك فالأمر يهمهم، وخير للفتاة أن يتم الأمر عن طريق أهلها؛ لأن زوجها سوف يحترمها مستقبلاً إذا علم أن لها أهلاً وعشيرة يغارون عليها ويهتمون لأمرها، ويحرصون على التعرف على زوجها وأسرته، وقُدرته على تحمل المسؤوليات، وموقفه بين الرجال.
وليس معنى ذلك أن كل مواقف الأهل صحيحة؛ فقد يكون الأولياء ظلمة يردون صاحب الدين والخلق والأمانة، فيخالفون بذلك توجيهات صاحب الرسالة عليه صلاة الله وسلامه.
ونحن لا ننصح بمعاندة ومخالفة الأهل، ولكننا نقترح عليك معالجة الأمر بحكمة وتفادي الأخطاء، وتطييب الخواطر، ومحاولة إقناع أقرب الناس إليك كالوالدة والخالة والعم، وكل من يمكن أن يؤثر على الأسرة من محارمك أو أهل العلم والفضل، ولن يعدم الناس من يسعى في حوائجهم.
والعبرة بالصلاح الفعلي لهذا الرجل، ومن الضروري كذلك أن تكون الطرق الموصلة إلى الغايات صحيحة؛ لأن بعض الفتيات تتعرف على رجل بالهاتف أو عن طريق الإنترنت، ويخدعها بالكلام المعسول، ويظهر لها التقى والصلاح إن كانت هي صالحة، وقد يظهر لها بالوجه الذي يرضيها إن كانت غير ذلك، وشباب اليوم فيهم من يجيد أساليب الخديعة.
أما بالنسبة للحلف، فلست أدري متى وكيف وأين تم هذا الاتفاق الذي تم من وراء ظهر الأهل، وإذا حلف الإنسان على يمين فرأى غيرها أتقى لله، فإنه يُكفِّر ويأتي التقوى، يعني يكفِّر عن يمينه ويفعل ما فيه فائدة وخير وتقوى لله، وتكون الكفارة بـ (( إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ))[المائدة:89].
وقد أعجبني أن تكوني متدينة، وهو كذلك، ولكن أرجو أن أذكركم بأن المسلم ينضبط في علاقاته العاطفية وعباراته بضوابط الشريعة التي تحرص على أن يبدأ الحب الحقيقي بالرباط الشرعي، وتؤكد على ضرورة إتيان البيوت من أبوابها، ونحن نتمنى أن يكون المتدينين قدوة لغيرهم من الناس.
وأرجو أن تكرري محاولات الإقناع إن كان الرجل من الصالحين، فإن تعذر ذلك فاستخيري الذي بيده الخير والأمر، وشاوري العقلاء الصالحين من أرحامك والصالحات من الأهل والزميلات، واطلبي من الجميع المساعدة، فإن تعذر الوفاق فنحن نفضل طي هذه الصفحة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيكم به.
والله الموفق.