محادثات قديمة تقودني لفسخ الخطبة، فما رأيكم؟
2020-01-16 03:03:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا خطبت بنتا سمعتها طيبة، منقبة، وتحفظ القرآن، سألت عنها فقالوا: أخلاقها ممتازة، وجدت في هاتفها محادثات قديمة منذ سنة أو سنتين مع أولاد خالاتها وأعمامها، فهم أصغر منها مثلا بسنتين أو ثلاث سنوات، ضحك ومزح، وعندما واجهتها وقلت لها أين الالتزام: قالت: هؤلاء أصغر مني سنا وتم تربيتهم معي، وأيضا عندما كنت في الكلية كانوا في مرحلة الثانوي والإعدادي، وحاليا ليس بيننا أي شيء، وقالت: أنا مخطئة فعلا، ولكن أنا عاتبتها بقوة، وقلت لها: أنا سأشك بك، فأين الالتزام؟
اعتذرت وقالت: أنا فعلا مخطئة ولكن هذه تربيتنا، فنحن تربينا مع بعض، وأنا أعاملهم على أنهم أصغر مني سنا، فقلت لها: وأنا رجل شديد الغيرة.
أريد منكم المشورة فهل أفسخ الخطبة؟ وهل هذا الأمر يستحق فسخ الخطبة؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Hazem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والاستقرار، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لنا ولكم في طاعته الآمال.
نحن لا ننصحك بالتفريط في صاحبة القرآن والنقاب والسمعة الطيبة، ولا نريد محاكمتها على ما سلف ومضى قبل سنتين أو أكثر من تواصل مع أقاربها رغم اعترافها، وعلمنا جميعًا أن الذي يحصل في داخل الأسر في كثير من الأحيان يُعتبر مرفوض من الناحية الشرعية، وعليه فنحن ندعوك إلى وضع قواعد جديدة معها مع عدم التفريط فيها، ونتمنى أن توقف التنبيش والتفتيش، وتعوَّذ بالله من شيطان همه خراب البيوت وغرس الشكوك والظنون.
ونتمنى أن تتجنب عبارات مثل (سوف أشك فيك) حتى لا تفقد الفتاة الأمان معك، واحرص على سجلَّها وملفاتها من يوم خطبتك لها، وركّز على ما يظهر لك من أحوالها والتزامها وقرآنها وحرصها على الخير، واعلم أن الزوجة الصالحة سوف تُطيع زوجها، وعليها وعليه أن يضعا دستورًا لحياتهما.
ولا شك أن الغيرة مطلوبة بل هي دليل الحب، ورمز الرجولة والفحولة، ولكن ما ينبغي أن تزيد عن حدِّها ويُصبح صاحبها مريضًا بالوسوسة والظنون والشكوك، فتتحول حياته إلى جحيم لا يُطاق، وتكون مصد إزعاج لك ولها، فلا تبني حياتك على ظنون وشكوك لا أساس لها، وابني على ما ظهر لك وما تبيَّن لك.
ولا يخفى على أمثالك أن الزوج هو صاحب السلطة والقِوامة والسلطان على أهله، ورعاية الضوابط الشرعية مطلوبة منك ومنها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم، وأن يحفظكم ويتولاكم.