زوجي يؤذيني ويتعامل معي بقسوة، فماذا أفعل؟
2020-02-03 23:55:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عانيت من زوجي كثيرا، ضرب وإهانة وذل وقهر، حرمني من إكمال دراستي رغم أنه وعدني أن أكملها، وأيضا أخذ مني الذهب وباعه، لدي 4 أبناء، وتعبت في تحمل مسؤوليتهم في الغربة، وزوجي يريد المزيد من الأبناء ولا يتحمل مسؤوليتهم، توفي والدي من حزنه على وضعي، وحرمني من السفر لوالدتي، لقد مرت 7 سنوات ولم أرها حتى توفيت، وأصبت بالاكتئاب والحزن.
أكرهه جدا لعصبيته وسوء خلقه وانفصام شخصيته، وأيضا لأنه يجبرني على ممارسة العلاقة الزوجية، ولا يهتم لمشاعري، حتى صرت أكره جسدي ونفسي، فماذا تنصحونني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يرحم والديك ووالدينا، وأن يُصلح الأحوال، وأن يقدر لنا ولك الخير، ويُحقِّق لك السعادة والآمال.
تذكّري أنك مأجورة على صبرك، وليس عليك إثم في الذي حصل من تأخُّرك على والديك، لأن الأمر لم يكن بيدك، وهما الآن بحاجة إلى دعائك، فلا ترجعي إلى الوراء، ولا تبكي على اللبن المسكوب، واعلمي أن الشيطان يُذكّرك بالماضي ليحزنك، فهم هذا العدو أن يحزن أهل الإيمان.
ونتمنّى أن تغيري نظرتك إلى زوجك، وتحاولي أن تتعايشي معه، فإن في ذلك مصلحة لك ولأطفالك، وأجرا لك عند الله.
وأرجو أن تعلمي أن نفورك من العلاقة الخاصة سوف يعقد الأوضاع ويجلب لك المزيد من المتاعب، وما حصل منه من التقصير ليس عذرًا في منعه من الحلال، بل أنت من تحرمين نفسك قبله، ونحن ننصحك بأن تقيمي حياتك معه، واجتهدي في حشد الإيجابيات الموجودة وضخِّميها، واذكريها، وتذكريها كلما حاول الشيطان أن يُذكّرك بالسلبيات، وإذا كان زوجك يعاني من الانفصام فهو بحاجة إلى عونك ومساعدتك، واعلمي أن أطفالك هم رأس المال، فاحرصي على حسن تربيتهم، واجتهدي في حسن التعامل مع زوجك، واعلمي أن الحياة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن خير الأزواج عند الله خيرهم لزوجه.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.
--------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي - مستشار الشؤون التربوية والأسرية-
وتليها إجابة:د. عقيل المقطري -مستشار الشؤون الأسرية-.
--------------------------------------------------------------------
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
يبدو لي أنك تسرعت في قبول الزواج من هذا الرجل، وكان يفترض أن تتعرفوا على صفاته واستقامته، فإن التسرع فيه الحسرة والندامة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد وضع لنا المواصفات التي بها يقبل الزوج أو الزوجة، فقال في حق الرجل: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
أنت الآن صرت أما لأبناء من هذا الرجل، فآمل ألا تفكري حاليا في أمر الانفصال عنه؛ لأن الضحية سيكون الأولاد وعليك أن تجتهدي في إصلاح زوجك بكل الوسائل المتاحة.
اجتهدي في تغيير صداقاته -إن كان له أصدقاء سوء- فالقرين بالمقارن يقتدي والصديق يتأثر بسلوكيات أصدقائه سلبا وإيجابا، يقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) ويقال في المثل: الصاحب ساحب.
اجتهدي في إصلاحه من الناحية الدينية، فاستقامته من هذه الناحية تعني استقامة سلوكياته وتعاملاته، وسلطي عليه الصالحين عن طريق زميلاتك ممن لهن أزواج صالحين دون أن يشعر أنك من فعل ذلك، صحيح أنك ستتعبين في بداية الأمر لكنك سترتاحين فيما بعد وتقر عيناك بصلاحه -بإذن الله تعالى-.
تضرعي إلى الله سبحانه بالدعاء وأنت ساجدة وسلي الله أن يصلحه وأن يلهمه الرشد، وتحيني أوقات الإجابة وكوني على ثقة أن الله لن يرد يديك صفرا، واستمري في قرع باب الله تعالى ولا تيأسي فتقولي قد دعوت فلم يستجب لي، ففي الحديث يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول قد دعوت فلم يستجب لي.
من أوقات استجابة الدعاء ما بين الأذان والإقامة وأثناء السجود وفي الثلث الأخير من الليل والساعة الأخيرة من يوم الجمعة ويوم الأربعاء ما بين الظهر والعصر.
أكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
اجتهدي في معرفة نقاط ضعفه، فقد تتمكنين من معالجته من خلالها، مع اجتناب الأسباب التي تجعله يضربك أو يتكلم عليك بكلام سيء.
لا تمتنعي من إعطائه حقه الشرعي من العلاقة الحميمية، مع عمل الوسائل السليمة التي تمنع الحمل في هذه الفترة بعد استشارة الطبيبة المختصة.
لا تهملي نفسك وعامليه بأحسن معاملة، لعل ذلك يجعله يحس بتأنيب الضمير فيكون سببا في استقامته، وادفعي دائما بالتي هي أحسن فلعله يصير وليا حميما، يقول تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
اجتهدي في التوبة من الذنوب والمعاصي الظاهرة والباطنة، فإن الذنوب قد تكون سببا فيما يعانيه الإنسان في حياته وما منا إلا وله ذنوب.
اجتهدي في تقوية إيمانك وإيمان زوجك من خلال كثرة العمل الصالح، فإن السعادة في الحياة لا توهب إلا لمن آمن وعمل صالحا كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
آمل أن تتحيني الفرصة المناسبة لمناقشته بهدوء حول طريقة تعامله معك، وذكريه بالله تعالى وخوفيه من عقابه، فلعل الله يقذف في قلبه الوجل ويستحيي من الله ويقصر عن قسوته في التعامل معك.
لست أدري في أية دولة تقيمين، فلو أمكن أن تهدديه بأن تعرضي قضيتك على إمام الجامع إن رأيت أن ذلك ستكون له نتائج إيجابية، أو التهديد بالشكوى لدى سفارة بلدك من أجل إعانتك على الرجوع إلى بلدك، (وهذا بالطبع إن رأيت أن نتائجه إيجابية ولم يؤد إلى المزيد من المعاناة).
ابقي على تواصل مع الموقع إن استجد شيء في حياتك، وسيقوم المسئولون القائمون عليه بإحالة استشارتك على جهة التخصص و-بإذن الله- ستجدين الكثير من الحلول.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يكتب لك الأجر والمثوبة.