لماذا أمورنا معسرة في الرزق والزواج؟
2019-09-09 02:40:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
نتعرض كل سنة لمشكلة في منزلنا، فهل هذا طبيعي؟ مرة أبي يضعف، ومرة أمي، ومرة أنا، وخسائر بالعمل، أخواني لم يتزوجوا وأنا الأكبر، وأصبح عمري 33 سنة، وكلنا على خلق وشكل مميز.
ضعف والدي ودخلنا مستشفيات وأرهقنا من كثرة ذلك، وأخيرا توفي وذهب كل شيء حاولت تقديمه لإنقاذه، ثم موضوعي أنا والنفسوجسدي في الماضي، وعدم تيسر أمور أخوتي المادية أو الزواج، وحاليا أخي يعاني من النفسوجسدية ويأخذ الزولوفت، وأختي خرجت من عملها، وأخي الصغير تزوج من عائلة والدهم قاضي وسمعنا أنه مرتشي، قال والدي: أن هؤلاء الناس عندما دخلوا علينا خربت حياتنا، فهل لزواج أخي من تلك العائلة له صلة بالأمر؟ لا أحد في العائلة يحب أهل زوجة أخي، كأنهم أعداء.
مشاكلنا دائما في رمضان أو الأعياد، أحيانا أشعر أن الدنيا حاليا كلها مشاكل كما نرى فنغض النظر وأننا أفضل من غيرنا، فهل نحن على صواب؟ والدي كان يتصدق كثيرا، والآن سوف نتصدق بالخبز، الناس تفسد بالأرض ونحن لسنا مثاليين، لكن لا نؤذي ولا نتكلم إلا عند الدفاع عن النفس.
نريد العيش بسلام، ضغوط جدا هائلة، الوالدة تعسر قدومها لكندا؛ لأن بطاقتها الشخصية تحتاج تجديد، أختي صرفت من عملها، نحن لم نجد بيتا جديدا للانتقال، الأمور جدا معسرة، بعد وفاة والدي -منذ أسبوع- أصبح لدينا عقد نفسية، نعيش مشاكل منذ 15 سنة، علما أن والدي تعرض لزبونة، وقالت له: لن أدعك تعيش بسلام، وهي عراقية وأشك أنها عملت سحرا.
أريد رأيكم في أسباب التعسير وعدم تيسير الرزق والزواج والأمراض وعدم الراحة والعيش بسلام!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك - أخانا الفاضل - في موقعك، ونحن سعداء بتواصلك، ونسأل الله أن يُصلح أحوالك، وأن يوفقك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ويُحقق آمالنا وآمالك.
أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وعِظَمِ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا ممَّن إذا أُعطيَ شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر وأناب.
نتمنى أن تبحثوا في الأسباب الفعلية لما يحصل من المشكلات والصعوبات والتعقيدات، فبعضها قد يكون طبيعيًا، وله أسبابه الظاهرة، وهناك مقدمات تُوصِلُ إلى نتائج معيّنة في الغالب.
وأرجو أن تعمروا منزلكم بذكر الله وتلاوة كتابه، وتستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فالعين حق، ولو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العين، كما أن للشر أهله، ولكن المؤمن يُوقنُ أنه (لن يصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا}، فعليكم بفعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
ومن الأسباب الرقية الشرعية، ومن أسباب الوقاية الأساسية المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وتجنب العدوان على الآخرين، وسلامة الصدر للناس، والوقوف مع المحتاجين والضعفاء ليكون في حاجتكم رب الأرض والسماء.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوكم للاستمرار في التميز كأسرة، وافعلوا الخير، وأبذلوا المعروف ولا يحملكم ما في بعض الناس من الشر إلى مجاراتهم والنزول لمستواهم، واعلموا أن مقابلة الشر بالشر ما هو إلَّا إضافة شر إلى شر.
ولا يخفى عليكم أن المسلم يقرأ على نفسه وعلى إخوانه وأهل بيته الرقية الشرعية، ولا مانع من المجيء براق شرعي متخصص ممَّن يؤدُّون الرقية الشرعية وُفق قواعدها وضوابطها.
واحرصوا على إقامة الصلوات وفعل الخيرات والتعاون على البر والتقوى، وكل ما يجلب رضوان رب الأرض والسموات، وأظهروا رضاكم بما يُقدّره ربنا القدار.
ونسأل الله أن يرفع ما بكم، وأن يجلب لكم التوفيق والخيرات، وأن يرفعكم عنده درجات.