كيف أقنع أهلي بالموافقة على الزواج من الشاب الذي أحببته؟
2019-09-03 03:17:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا من الجزائر، أتمنى إيجاد حل لمشكلتي، منذ سنتين وبعد إتمامي لمذكرة التخرج تعرفت على شاب بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكانت بدايتنا صداقة، وبعدها حب واحترام شديد بيننا، وكان هذا الحب بوعي من كلينا، وهذا الشاب كان يدرس معي بالجامعة، إلا أن علاقتنا وحبنا كان بعد تخرجنا، حيث تقدم لخطبتي، إلا أن أهلي رفضوه لأنه يعاني من ضعف البصر، حاولت مرارا معهم لكي يقبلوا به إلا أنهم تمسكوا بقرارهم بحجة أنه ضعيف البصر، وفي رأيهم مكفوف.
عانيت كثيراً وبكيت كثيراً، وبقيت معه لمدة عامين، وهو معي الآن لكي أقنع أهلي، وأنا الآن في تردد شديد وكآبة شديدة، ولا أعلم كيف تُحل مشكلتي ويقبل به أهلي، لأنني عرفته وهو محترم ويخاف الله، وأحبه في الله، وأريد أن يكون زوجي برضى أهلي.
أريد حلاً لمشكلتي، ولا أعلم كيف أتصرف مع أهلي ليقبلوا به، أنا في كآبة شديدة وقلق شديد، أرجو الرد والحل منكم كمستشارين.
أشكركم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير وأن يُصلح الأحوال، وأن يسهل أمرك، وأن يهدي أهلك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يُحقق لكم السعادة والآمال.
لا شك أن ضعف البصر بل فقد البصر لا يُعدُّ عيبًا، والابتلاء من الله لا يتوقف، وأعظم الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، والمرأة لا يمكن أن تجد رجلاً بلا عيوب، كما أن الرجل قد يصعب عليه أن يفوز بامرأة بلا عيوب، وربنا العظيم وزَّع نعمه بين خلقه، وهو سبحانه إذا أخذ شيئًا عوض بأشياء، وقال: {وأسبغ عليكم نِعَمَهُ ظاهرة وباطنة}.
لذلك ينبغي أن ننظر إلى الشاب نظرة شاملة، نضع فيها الإيجابيات إلى جوار ما نراه من السلبيات، حتى يسهل علينا التقييم والحكم بإنصافٍ واعتدال.
لا يخفى عليكم أن دورك الأساسي يكون بإبراز الإيجابيات الموجودة في الشاب الذي يعتبر تقدُّمه لك بطريقة رسمية منقبة فيه، وعليه أن يُكرر المحاولات، وأن يدخل الواسطات من الوجهاء والفضلاء والعلماء.
نتمنى أن تتواصلي مع العقلاء من محارمك والفاضلات الصالحات من العمات والخالات والمؤمنات عمومًا، حتى تنجحوا في تغيير وجهة نظر الأهل، وأكثري قبل ذلك وبعده من الدعاء، فقلوب أهلك والناس بين أصابع الرحمن يُقلِّبها ويصرفها سبحانه.
وقد أسعدتنا رغبتك في أن تتزوجي زواجا يرضاه أهلك، ونأمل أن يُقدّر أهلك هذا الشعور الكريم، وأن يساعدوكم في إتمام الزواج.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ولك مِنَّا صالح الدعوات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، وأن يجمع بينك وبين من طَرق بابكم على الخير والبركات، ونكرر الترحيب بك.