مشكلتي أني قبيح الشكل، فهل شكلي يؤثر على مستقبلي الدعوي؟
2019-08-27 04:26:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكو لله ثم لكم هموما طالما لحقتني أينما كنت، أنا راض بقضا الله وقدره، البلاء الذي أصابني، وأحتسب عند الله الأجر والثواب، هو أني ذميم الوجه، وهذا لا يزعجي لأن الله اختاره لي، والله لا يختار لعبده إلا المناسب، أنفي طويل، وغالبا يتعرق ولا أعلم لماذا يتعرق ويلفت الانتباه، وأذني خفاشية طويلة وبارزة!
الناس كلما رأوني جرحوني بالكلام الذي يدل على قبحي أو بالإشارات، مثال على ذلك يجلس معي أحد ولكي يوحي لي أن أنفي ضخم، يمسك أنفه ويلعب به، وأنا أتألم وأبكي لمضايقتهم لي، أو يلعب بإذنه، خاصة عندما أحلق شعر رأسي كليا، وأنا -والحمد لله- ملتزم محافظ على الصلاة في جماعة، وعندي بعض الفقه، وأسعى في الطلب الجاد، أسأل الله الإخلاص، فانصحوني بارك الله فيكم، وهل إذا تفقهت في الدين وفتح الله علي بالعلم، هل قبحي يؤثر بقبول الناس لي؟
أرجو معرفة لماذا أنفي يتعرق باستمرار؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابننا وأخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لك السعادة والآمال.
ربنا العظيم لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أموالنا ولا إلى أجسادنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، والرفعة عند الله للمتقين، والقبول عند الله للمخلصين، وإذا أطاع المؤمن ربه وعمل الصالحات أحبه الله ثم أمر جبريل أن يُحبّه، وأمره أن ينادي في الملأ الأعلى أن الله يُحب فلانًا فأحبوه، فيُحبّه أهل السماء، ثم يُوضع ويُلقى له القبول في الأرض، قال ربنا العظيم: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا}.
وأرجو أن تعلم أنه وجد في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن لم يكن له جمال في الوجه أو الشكل، لكنهم فازوا بمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقُربه، وما ضرَّهم تلك المظاهر التي ليس لهم فيها يد.
واعلم أن نعم الله مقسّمة، وما وفقك الله من الصلاة والصلاح والعلم الشرعي أكبر من الذي عند غيرك، فاحمد الله على ما أولادك، وتذكّر أن الله قال لنبيه ولنا: {ولا تمدَّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم} لماذا؟ {لنفتنهم فيه} وذكّر سبحانه بنعمه عليه وعلينا وختم الآية بقوله: {ورزق ربك خير وأبقى} يعني رزق ربك من الدين والصلاح والفلاح خير وأبقى.
ونحن ننصحك بأن تتغافل عن تصرفات الغافلين، ولا تحاول رصد ما يحصل منه، واعلم بأنك تأخذ من حسنات من يحاول أن ينتقصك ويأخذ من سيئاتك حتى يصبح يوم القيامة مُفلسًا.
ومن لطف ربنا وكرمه أنه لم يجعل التفاوت بتلك المظاهر التي لا كسب للناس فيها، وإنما جعل الرفعة والقرب منه بحسب ما نفعله من طاعات وأعمال صالحات، فاجتهد في الطاعات، وأبشر بخيري الدنيا والآخرة.
ونتمنّى أن لا تنزعج من تعرّق الأنف؛ لأن تركيزك عليه سبب في مضاعفة الأمر مع أن الأمر عادي، وأعرفُ من يعرق بأنفه أو يعضَّ على أجزاء جسمه، أو ينتف شعر لحيته، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واشغل نفسك بالمفيد، واحرص على إرضاء ربنا المجيد، واشكر ربك على ما أولاك من النعم لتنال بشكرك له المزيد، وأقبل على الله بقلبك وسوف يجعل قلوب الناس تُقبل عليك، فإن قلوبهم بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرِّفها سبحانه كيف يشاء.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.