نصائح في تربية الأبناء
2005-09-01 11:20:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌ ملتزم، والحمد لله، متزوج ولي ثلاثة أبناء: أصغرهم 6 سنين، وأكبرهم عمره 10 سنين، وأحاول أن أربيهم على الأخلاق الطيبة، وعلى الأخلاق الحميدة.
المشكلة أنهم يسبون الناس، ويسبون أمهم، ويلعبون من الصباح وحتى المساء، ويضربون بعضهم، مع أني لا أتلفظ أمامهم بكلمة سوء، فأرجو من الله ثم منكم حلاً لمشكلتي، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Hativ123 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فقد أعجبني حرصك على أن تكون قدوة لأبنائك في ألفاظك وأفعالك، وأسعدني حرصك على تربيتهم على الأخلاق الحميدة، وأرجو أن يسعدك الله بصلاحهم، وأن يرزقنا جميعاً حسن السيرة وصفاء السريرة.
وأرجو أن أذكرك بأننا لسنا وحدنا الذين نربي أولادنا، فوسائل الإعلام تربي، والجيران يشاركون في التربية، والبيئة المدرسية لها آثارها سلباً وإيجاباً، وكذلك الشارع ومجموعة الرفاق، والمشكلة أن الإنسان لا يستطيع أن يؤثر تأثيراً مباشراً إلا على أسرته، ولكننا نقترح عليك ما يلي:
1- إخلاص النية، وكثرة اللجوء إلى الله، والحرص على طاعة الله، فما صلحت البيوت والذراري بمثل طاعتنا للعظيم الباري.
2- الاتفاق على منهج موحد مع والدتهم، وذلك بتحديد جدول للأشياء المقبولة، وإحصاء للأشياء الممنوعة، مع ضرورة الاتفاق على طريقة ووسائل التوجيه والعلاج.
3- الاهتمام بالأطفال عند دخولهم للمنزل، وذلك لغربلة ألفاظهم، وتنقية تصرفاتهم من الشوائب التي ربما اكتسبوها من الخارج ليكون البقاء للأصلح، مع ضرورة النظر إلى وجوههم، والتأكد من جيوبهم حتى لا يدخل إلى المنزل ما ليس منه، مع حرصنا على تنمية الجوانب الإيجابية.
4- تعليمهم خطورة وحرمة الألفاظ القبيحة، مع بيان البديل المناسب.
5- تشجيع الألفاظ الطيبة والثناء على بوادر التحسن.
6- إظهار عدم الرضا عندما يتلفظون بعبارات لا تليق.
7- فرك آذانهم بلطف لإشعارهم بالخطأ.
8- تخويفهم من العذاب والنار إذا لم يتوقفوا عن السب والشتم.
9- تهديدهم بالعقوبة في حالة الإصرار على العصيان.
10- تعليق السوط وتذكيرهم بالله، وتربيتهم على مراقبته.
أما بالنسبة للعب فهو أمرٌ في غاية الأهمية للأطفال؛ لأن فيه تفريغاً لطاقاتهم، وفيه ترويحاً وترفيهاً لهم، وفيه تنمية لمواهبهم وأجسامهم، وفيه اكتشافاً للسلوكيات الخاطئة كالعدوانية والأنانية، وتعلماً من خلال اللعب النظامي، واكتساب الروح الرياضية التي فيها قابلية الربح وتوقع واحتمال الخسارة، ويهيئ الطفل للمستقبل، ويعينه على بناء صلات اجتماعية، ويتعلم مهارات الاتزان ويكشف قدراته.
ولا داعي كذلك للانزعاج من كثرة الشجار؛ فإن الطفل يتعلم من خلاله المحافظة على ممتلكاته، ويستفيد من الاحتكاك مع أطفال مختلفين، فيتعلم التوافق والتعايش مع المجتمع، ومن واجبنا عندما يحدث الشجار أن نحرص على فك الاشتباك دون الانحياز لطرفٍ دون طرف، وأفيد من ذلك أن نُشغلهم عند حدوث الشجار بالقصص الجميلة والأعمال المفيدة؛ كأن نطلب منهم المساعدة في ترتيب المنزل، وعند ذلك ينسى الطفل شجاره مع أخيه.
ومما يساعدكم على تقليل الشجار إقامة العدل بينهم، وإشباعهم عاطفياً، وغرس معاني الحب في نفوسهم.
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.