لا أحد يفهمني، فأنا أفقد نفسي كل يوم!
2019-04-08 07:40:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من الصمت والعزلة؛ بسبب أن لا أحد يفهمني، يفهمونني بالخطأ، أحاول أن أبرر وأعبر ولكن لا أحد يفهمني، لعل طريقتي في صياغة الكلام تكون خاطئة، أحيانا لا أستطيع التعبير ولا أعطي ردة فعل لطرف الآخر، أعاني من قلة الأصحاب، ولا أثق بأحد، فقد كان عندي صديقة فهي بالنسبة لي كل الدنيا، وخسرتها لأنها لا تفهمني، أحاول أعبر وأبرر ولكنها لا تفهمني، ليس لدي أصدقاء في العالم الواقعي، هي صديقتي في العالم الإلكتروني، أحاول أني لا أبين لأحد أني مكسورة وأني خسرتها، ولكن كل شيء بي يفضحني.
أخاف أن أجرح أحدا أو أفقده لذلك أبقى وحيدة، لا أعرف الوسطية في العلاقة أما أعطي الشخص أكثر من حقه أو أخسر نفسي، كل شيء أحبه يذهب مني، أنا أعرف أن الدنيا لا تقف على شخص واحد ولكن مشاعري وذاتي ونفسي لا تتحمل فلا طاقة لدي.
أعاني من الأصوات العالية، أفضل الوحدة دائما، وأن أحتوي شخصا واحدا، فأنا لا أحب تعدد الأشخاص، وأعاني من قلة النوم، وقلة الأكل، وقلة الوزن، لا أحس بطعم الحياة منذ أن فقدت صديقتي، أحس أنني أنتظر لحظة يا جنة أم نار، شعور يؤلم عندما يكون الشخص ملازمك في روتينك اليومي وفجأة يختفي، تشعر أن اليوم والوقت لا شيء بدونه، أشعر أنني عائشة في الماضي، أقدس الذكريات كثيرا، أحاول الخروج من هذه الدائرة والمحيط الذي أنا فيه، لا أشعر أن لي قيمة بين من حولي، أتمنى أن تساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Rahaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل مع موقعك، ونؤكد لك أن كل من في موقعك هم لك في مقام الآباء والإخوان والأخوات، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وإن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.
لا يخفي على أمثالك إن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وإن أقصر الطرق إلى نيل القبول عندهم إنما يكون بالحرص على طاعة خالقهم، ومن تقبل على الله بقلبها يقبل الله بقلوب خلقه إليها، ومن تتاجر في طاعة الله تنال رضاه، وإذا رضى الله عن عبده أو امته أمر جبريل أن ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلنا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يلقي له القبول في الأرض، قال تعالى: (أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
وهذه بعض النصائح التي تعينك على تحسين مهارات التواصل مع من هن في محيطك:-
1- أكثري من اللجوء إلى الله، واسأليه أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك أهل التقوى وأهل الصلاح.
2- عاملي الناس كما تحبي أن يعاملوك، ثم اصعدي فعامليهم كما يحب الله، ثم ارتفعي وعامليهم كما تحبي أن يعاملك الله، فإن سترت سترك الله، وأن قضية حاجة المحتاج كان الله في حاجتك.
3- ابتسمي لزميلاتك، وتعاطفي معهن وتعاوني.
4- اصبري عليهن واحتملي منهن وتذكري الثواب الذي أعده الله.
5- لا تنتقصي نفسك وترفعي الآخرين، ولكن قدري نفسك وقدري من حولك.
6- وسعي دائرة التعارف، ولا تكتفي بصديقة واحدة.
7- احرصي على أن تكون الصداقات في الواقع الحقيقي وليس في العالم الافتراضي.
8- اقتربي من أفراد أسرتك وتواصلي معهم، واعلمي أن للتواصل ثمن والمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
9- سوف تجدي من يفهمك ومن يتأخر في فهمك، والمهم هو أن تتكيفي وتتأقلمي وتداري والمداراة هي أن تعاملي كل إنسان بما يقتضيه حاله، والناس معادن فمنهم الحديد والنحاس وفيهم الذهب والماس.
10- أنت من تحددي مساحتك من الزميلات قربا أو بعدا، ولكن من المهم إبقاء شعرة العلاقة مع الجميع، وكف الأذى عن الجميع.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.