هل فعلاً هذه الأدوية تساعد في الإقلاع من الإباحية؟
2019-04-07 09:14:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً، أعاني من الرهاب الاجتماعي وعدم الثقة بالنفس، وأيضاً مبتلى بالعادة السرية ومشاهدة الإباحية منذ فترة بلوغي.
أنا على يقين أن الرهاب وجميع المشاكل النفسية التي تواجهني سببها العادة السرية والإباحية.
قمت بعمل جميع المحاولات للإقلاع عنها ولكن ما استطعت، أنا -الحمد لله- مواظب على الصلاة وقراءة القرآن والأذكار، ولكن دائماً تحدث لي انتكاسة.
منذ فترة قصيرة نصحني صديق لي للاتجاه إلى العلاج الدوائي للإقلاع عن الإباحية، وقال لي: إن السبب هو اختلال مستوى هرمون الدوبامين، وإنه جرب هذا الأسلوب وساعده للإقلاع عن الإباحية، وأرشدني إلى أخذ نصف قرص من abilia 15 أو aripiprex 10mg، وقال لي إن هذه الأدوية تعمل على مستقبلات الدوبامين، ومن ثم سيعود إلى طبيعته، ويحدث توزان وستقلع عن الإباحية.
هل هذا صحيح؟ وهل هذه الأدوية تتعارض مع السيروكسات -حيث أتناوله منذ ستة شهور، وكتبه لي دكتور نفسي لعلاج الرهاب-؟
وشكراً جزيلاً على الرحب والسعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم، لا نستطيع أن نقول إن هنالك علاجاً طبياً دوائياً يمنع الإنسان من مشاهدة المواقع الإباحية والخلاعية أو ممارسة العادة السرية، والأدوية قد تساعد في إزالة القلق المتعلق بهذه الأشياء، لكن لا تزيلها.
الأمر يتطلب منك العزيمة والإصرار، وأن تعرف أن هذا نوع من الاستعباد بل هو إهانة للنفس، حرر نفسك من هذا الاستعباد.
أولاً: هذا النوع من الغرائز نعترف أن مادة الدوبامين لها علاقة به، لكن مركزه الأساسي هو ما يسمى بعقل الزواحف عند الإنسان، أي العقل الحيواني عند الإنسان.
أخي الكريم: الإنسان لا بد أن يرتقي بنفسه، ولا بد أن يحررها، ولا بد أن يتحكم في هذه الشهوات، فهي انحرافات وإهانة للنفس، والإنسان يكتشف ذلك، حتى المنحرفون يأتونك ويقولون إنهم بالفعل قد وقعوا في هذه الأشياء وكانوا لا يدرون أنهم يهينون أنفسهم!
يجب أن يكون لديك الصدق مع نفسك، ويجب أن تحرر نفسك وترتقي بها وتسمو بها، وأنت رجل مواظب على الصلاة وقراءة القرآن والذكر، ويجب أن تدرك أن الأشياء المضادة لبعضها البعض لا تلتقي في حيز إنساني فكري واحد، كيف تجمع ما بين الصلاة وما بين هذه الأفعال؟! (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وما تقوم به هو عين المنكر، والفحشاء، أخي الكريم، يجب أن ترتقي بصلاتك، وأن تكون أكثر خشوعاً وأكثر تدبراً، هذا إن شاء الله تعالى يساعدك في أن تصحح مسارك؛ لأن الأشياء المضادة لبعضها البعض لا تلتقي سوياً كما ذكرت لك.
أيها الفاضل الكريم، انطلق نحو الحياة بإيجابية، وكن شخصاً اجتماعياً لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، مارس الرياضة، اقرأ، اطلع، كن في صحبة الأخيار من الشباب، كن باراً بوالديك، أحسن إدارة وقتك، هذا هو العلاج الأساسي للتخلص من الانحرافات التي ذكرتها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت لا تحتاج للأريببرزوال، الاريببرزوال دواء قوي وله استعمالات معينة، وأنا لا أراه مناسباً لك.
يمكن أن تضيف الدوجماتيل للزيروكسات، فالدوجماتيل -والذي يسمى سلبرايد- أيضاً له خاصية التحكم في مادة الدوبامين، يمكنك أن تبدأ بتناوله بجرعة 50 ملجم يومياً لمدة أسبوع، ثم اجعلها 50 ملجم صباحاً ومساءً، مدة شهر، ثم 50 ملجم يومياً لمدة شهر آخر، وهو قطعاً مدعم أيضاً لفاعلية الزيروكسات فيما يتعلق بعلاج الرهاب الاجتماعي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.