شعرت بقلق وألم في العظام واليدين وتعكر مزاج بعد تناول البروزاك!
2019-03-31 08:09:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بارك الله فيكم ونفع بكم عباده.
أنا فتاة أبلغ من العمر 29 سنة، أعاني من تقلب مزاج، وضيق، ونفور من الناس، حتى المقربين لا أحب الجلوس والتحدث مع أحد لمدة طويلة، أسلم وأتحدث قليلا ثم أختلق أي عذر وأهرب، وهذا الطبع في الحديث المباشر، والهاتف، وحتى المحادثات عبر الإنترنت أدعي انقطاع الإنترنت أو أن الإنترنت متصل وأنا لست موجودة بقرب الجهاز، أقوم بإطفاء الإنترنت لكي أنهي المحادثة، وهذا الأسلوب حتى مع المقربين ومن أحب، أتوتر وأشعر بتعب وضيق لأي سبب!
ذهبت إلى دكتور نفسي وبدأ لي بعلاج سلوكي بتغير مظهري، وتنظيم وقتي، وغيرها من المهام مدة سنة دون نتائج تذكر، ثم أعطاني دواء الفينلافكسين بجرعة 75 حبة في اليوم، ثم حبتين في اليوم، بعدها أخفض الجرعة لحبة في اليوم، وخلال تناولي للدواء نزل وزني 7 كيلوات، مع خمول وتعب، ولم يتحسن مزاجي، مما دفعني إلى إيقاف العلاج والمتابعة مع الطبيب، وبعد مدة سنة تقريبا بدأت بتناول البروزاك حبة واحدة، اليوم شعرت ببعض القلق، وألم في عظام اليدين، وتعكر المزاج، والكسل، اليوم السابع من تناول البروزاك، وهذه الأعراض التي أشعر بها.
هل هذه الأعراض طبيعية في بداية العلاج وبعدها تزول؟ وهل البروزاك هو العلاج المناسب لحالتي أو هناك دواء أفضل؟ وأريد تشخيص حالتي، هل هي اكتئاب أم رهاب أو ماذا بالضبط؟
بارك الله فيكم، علما بأني ناجحة في عملي، ومتفوقة، ومع هذا لا يوجد لدي ثقة بنفسي، أرتبك، وأتهرب عندما يمدحني أحدهم عوضا من أن أشعر بالفرح والفخر!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد، أنت ذكرت أنه لديك تقلب في المزاج وشعور بالضيق، والنفور من الناس حتى المقربين، بمعنى آخر أنك سريعة التململ في المواقف الاجتماعية، ولا أرى أنه لديك مخاوف حقيقية إنما هو نوع من القلق التنفيري الذي يجعلك لا تفضلين الانسجام مع الناس لفترة طويلة، الشخصية القلقة لديها هذه السمة في بعض الأحيان، فالأمر ربما يكون يتعلق بالبناء النفسي لشخصيتك، ولديك لا أقول اكتئاب بمعنى الاكتئاب إنما عسر في المزاج أيضاً، وهذا هو الذي يؤدي إلى الوضع الذي أنت فيه.
قطعاً الإنسان يحتاج أن يطور نفسه اجتماعياً، والإنسان حيوي وليس جامداً في سلوكياته، ولذا يمكن أن يتطور ويمكن أن يتغير، فأنا أعتقد أن من خلال تطوير الذكاء الوجداني لديك أو ما يسمى بالذكاء العاطفي تستطيعين أن تغيري الكثير مما لا يرضيك خاصة في علاقتك مع نفسك ومع الآخرين، الذكاء الوجداني يعلمنا كيف نفهم أنفسنا بصورة إيجابية ونتعامل معها بصورة إيجابية، وكذلك كيف نفهم من حولنا ونتعامل معهم إيجابياً، فأرجو أن تقرأين عن الذكاء الوجداني، وأفضل ما يمكن أن يقرأ هو كتاب دانيال جولمان الذي يسمى الذكاء العاطفي، وهو رائد هذا العمل، وقد كتب هذا الكتاب عام 1995، وتوجد مؤلفات أخرى كثيرة.
الجئي أيضاً لتنظيم الوقت؛ تنظيم الوقت يساعد الإنسان لأن يكون منضبطاً في كل شيء، حتى التواصل مع الآخرين تكون له ضوابطه، ومارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، ووسعي آفاقك المهنية، واكتسبي المزيد من العلم، أنت الحمد لله تعملين في مجال الصيدلة وهو مجال محترم، واحرصي على أمور دينك، الصلاة في وقتها ركيزة أساسية لتطوير النفس البشرية، واجعلي لحياتك أهدافا واضحة الإنسان حين يكون لديه أهداف واضحة يركز عليها يجد أن هنالك انسيابا إيجابيا جداً في أفكاره وفي سلوكه وفي أفعاله، هذا هو الذي أنصحك به، وإن تواصلت مع طبيب نفسي سيكون جيد أن تجري تقييم لشخصيتك تحددين أي نوع من الشخصية أنت، وعلى ضوء ذلك يمكن أن تتحسن أحوالك بدرجة فاعلة.
لكن لا أقول أن اختبارات الشخصية أمر مهم أو حتمي إن كان هنالك إمكان قم بإجراء الفحص وإن لم يكن ذلك ممكناً فأترك الموضوع ولا تشغلي نفسك به، العلاج الدوائي البروزاك بالفعل قد يؤدي إلى نوع من الاستثارة والعصبية في بداية العلاج هذا يحدث في الـ 10 أيام الأولى لحوالي 20% من الناس، وبعد ذلك تتلاشى هذه الأعراض، وتبدأ الفاعلية العلاجية المفيدة للدواء؛ لأن البناء الكيمائي يكون قد اكتمل، فإن صبرت عليه هو دواء فاعل ومفيد، وإن كان هنالك صعوبة في تحمله أو بنية لديك مشاعر سلبية حوله فأعتقد أن بديله الممتاز والأفيد هو عقار زوالفت، والذي يسمى سيرترالين بديل ممتاز ودواء نافع في أشياء كثيرة جداً يحسن المزاج، يزيل القلق، يزيل الرهبة والخوف والوسوسة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.