كيفية التعامل مع الأخت التي تهاتف شخصاً تعرفت عليه عبر الإنترنت
2005-08-21 09:02:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر عشرون عاماً، مشكلتي تكمن في أختي التي تكبرني بسنة واحدة فقط، وذلك بعدما علمتُ أنها تهاتف شاباً تعرفت عليه عن طريق الإنترنت (الدردشة)، بالرغم من أنها كانت أكثر حرصاً مني، وأكثر شدة في هذه الأمور، احترت معها، ماذا أفعل؟! تعبت كثيراً، حتى صرت أتمنى الموت وأفضله على أن أراها تفعل ذلك.
أرسلت لها رسالة عبر الإيميل أعاتبها وأنبهها، وبدلاً من أن تتوب أتت إلى أختي التي هي أصغر مني، والتي سبق وأني قلت لها تلك المشكلة، فثارت عليها، وهاجت كعادتها في كل نقاش، وأنكرت ذلك، وتعايرني أمام أختي؛ لأنني سبق ومررت بنفس هذه الفترة، لكنها ولله الحمد لم تدم طويلاً؛ لأنني تبت وهداني الله، لكنها ما زالت تنظر إلي بنظرات الشك.
أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟! لا أستطيع مواجهتها؛ لأني أخشى المواجهة، وخصوصاً معها؛ لأنها صعبة جداً، وعلاقتي معها بالأساس متوترة، وأخشى إخبار أهلي، فتقول لهم عما كنت أفعل سابقاً.
شكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ف.ص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يرزقك السداد والرشاد، وأن يصلح البلاد والعباد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ويجنبنا المعاصي والعناد.
فشكراً لك على هذا الحرص على مصلحة شقيقتك، وأرجو أن تواصلي نصحها وتوجيهها، مع ضرورة اختيار أوقات مناسبة لمحاورتها، وأكرر محاورتها وليس مخاصمتها، وكذلك انتقاء ألفاظ مؤثرة.
كما أرجو أن تكوني إلى جوارها، وتجتهدي في الإحسان إليها وكتمان أمرها، فإن انتشار قصتها قد يزيدها عناداً وإصراراً على السير في الطريق المظلم، خاصةً إذا كانت ردود الفعل ضعيفة، كما أرجو أن تكون وسائل الاتصال والإنترنت في صالات البيت وليس في الغرف الخاصة؛ حتى تسهل متابعة الوضع دون حرج، وحبذا لو تم هذا دون أن تشعر أنها المقصودة.
والإنسان لا يتوقف عن الأمر بالمعروف؛ لأنه كان بالأمس يفعل أخطاء، بل إن المخطئ وصاحب الذنب أيضاً ينبغي أن يجتهد في دعوة غيره على الأقل في الجوانب التي يراعيها ويتمسك بها، وأحسن من قال:
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصي بعد محمد
فلا تتوقفي عن نصحها، واجتهدي في التقرب إليها والدعاء لها والإحسان إليها، فطالما استعطف الإحسان إنساناً، ولا تنزعجي لكلامها ونظراتها، فالعبرة بصدق التوبة وكمال الرجوع إلى الله، والتوبة تمحو ما قبلها، واعلمي أنه من تمام التوبة أن يجتهد الإنسان في فعل الحسنات الماحية للذنوب والسيئات، وأن يخلص في نصحه للمسلمين والمسلمات، واجتهدي في التخلص من آثار وذكريات الماضي.
ولا شك أن هذه الأخت تمارس أسلوب الهجوم كوسيلة للدفاع عن نفسها، والأفضل هو الحوار الهادئ الذي فيه تذكيرٌ بالعواقب وسردٌ للقصص والفضائح، مع ضرورة إعلان الحب لهذه الأخت، والاجتهاد في عزلها عن قرينات السوء، وذلك بإيجاد البديل المناسب، وإشراكها في بعض المهام المنزلية.
وعليك أن تُظهري لها الاحترام أمام الأسرة، وتؤنبيها وتنصحيها في الخفاء، ولا تفكري في تنفيذ أساليب العلاج قبل دراسة الآثار المتوقعة، وأكثري من التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، واشغلي نفسك وأهلك بذكر الله وطاعته.
وفقك الله وأعانك.