توتر وشد عضلي في الجسم عكر نومي وحياتي
2019-03-26 06:30:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من توتر وشد عضلي لا إرادي مستمر في بعض العضلات، ومفاجئ ومتكرر في عضلات أخرى مثل: أسفل الذقن والرقبة وأعلى الكتف، مع آلام وحرقة وحرارة، حيث أحس بأن جسمي كله متوتر ومشدود، وكأنه يأخذ طاقته ونشاطه عن طريق التوتر، لساني دائما ضاغط على سقف حلقي، وعضلة الشرج والمستقيم دائما في حالة قبض وشد، وهذه حالة مستمرة ليلا نهارا منذ سنوات.
وهذا كله يؤثر على نومي، حيث لا أستطيع الاسترخاء، وأحيانا يزداد شد العضلات وأنا نائم، وعندما أستيقظ أشعر بتعب شديد وإرهاق وآلام في الجسم وغثيان، وأستمر معظم الوقت على هذه الحالة، حتى يأست من الحياة بسبب هذه المشكلة، فأرجو أن ترشدوني.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن أكبر مسببات الانشداد والتوتر العضلي هو القلق النفسي، لأن توتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، هذا أمرٌ معروف، وأكثر عضلات الجسم تأثُّرًا هي عضلات الصدر، لذا كثير من الناس يحسُّون بالكتمة وربما ضيق التنفُّس، عضلات أسفل الظهر أيضًا تتأثَّر، وهذا يجعل بعض الناس يترددون كثيرًا على العيادات - خاصة عيادات العظام - يشتكون من آلام الظهر ولا يوجد أي سبب عضوي، لأن الأمر في الأصل ناتج من القلق النفسي، عضلات الجهاز الهضمي أيضًا، وشكوى القولون العصبي شائعة جدًّا.
أخي: في مثل حالتك أرى أن الجانب النفسي واضح ولا شك في ذلك، ولكن حتى نكون علميين ونُطبِّقُ الأمور الطبية بصورة سليمة وصحيحة وقائمة على الدليل، أفضل أن تذهب وتقابل طبيبا مختصا في الأمراض الباطنية وأمراض الروماتيزم، ليجري لك فحوصات تأكيدية، تطمئنّ بعدها -إن شاء الله تعالى-، هذه هي النقطة الأولى.
بعد ذلك وحين يتضح لك أن السبب هو سبب نفسي بالفعل، عليك باتخاذ الإجراءات النفسية الوقائية، وأهمَّها أن تُعبِّر عن نفسك ولا تكتم، لأن الكتمان يجعل النفس تحتقن، ويؤدي إلى توتر داخلي، ممَّا ينتج عنه انقباضات عضلية. فإذًا التعبير عن الذات أو التفريغ النفسي أمرٌ مطلوب.
وكن إيجابيًا في تفكيرك، هذا أيضًا يؤدي إلى استرخاء نفسي وعضلي، نظِّم وقتك، احرص على أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة من خلال النوم الليلي المبكّر، عليك بالرياضة، الرياضة ممتازة جدًّا لعلاج مثل حالتك، وعليك أن تُطبق تمارين استرخائية بعد أن تتدرَّب عليها بواسطة أحد المختصين، وأراها ضرورية جدًّا ومهمَّة في حالتك.
ولا بد أن تحرص على وضعية النوم، أو حتى حين تكون مسترخيًا على الفراش، عليك أن ترقد بصورة صحيحة، لأن الوضعية مهمَّة للاسترخاء العضلي، وعليك أن تتجنب استعمال أكثر من مخدة، لأن الوسائد المرتفعة تؤدي إلى انشداد عضلي، خاصة في عضلات الرقبة وفروة الرأس. هذه أشياء بسيطة لكنها مهمَّةٌ جدًّا.
بالنسبة للأدوية: هنالك عقار يُسمَّى (ترازيدون) هو في الأصل مضاد للاكتئاب والقلق والتوتر، لكنه يُحسِّن النوم ويؤدي إلى استرخاء نفسي وجسدي، فيمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
واحرص أيضًا أن تُحسِّن صحتك النفسية من خلال - كما ذكرنا - ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، ويجب أن تتجنب تناول الميقظات والمثيرات التي توجد في مادة الكافيين، وقطعًا الشاي والقهوة تحتوي على كميات من الكافيين، وكذلك البيبسي والكولا والشكولاتة.
ثبت وقت النوم ليلاً، وتجنب النوم بالنهار، أيضًا يُساعد، ووجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة وغير دسمة ومبكّرة، واحرص على أذكار النوم. هذه -إن شاء الله تعالى- تساعدك كثيرًا في صحتك النفسية والنومية، وسوف تحس برحابة الحياة وجمالها، خاصة إذا حرصت على الصلاة مع الجماعة وأكثرت من الدعاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.