أريد حلاً للمخاوف والأفكار الغريبة التي أعيشها
2019-03-25 05:49:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من أشياء لا أعتقد أن لها نظيراً بين البشر، فأنا أخاف من ركوب الطائرة والسفينة، وأخاف من الحشرات كالصراصير والجراد وغيرها، وأخاف من الصعود للأدوار العلوية الخامس فما فوق، وأشياء أخرى.
لا أحد يصدقني عندما أشكو منها، فمثلاً: الطائرة أخاف أن أركب يمين الطائرة حتى لا تميل الطائرة بنا يميناً ويساراً، وحتى لا تميل الطائرة على الجهة اليسرى، بل بلغ من خوفي الغريب أنني أخاف عندما أفكر أن الأرض معلقة في الهواء يحصل لي خوف شديد لا أكاد أتحمله، والأغرب أني أخاف أن تسقط بنا عندما أفكر أن تحت الأرض هاوية.
من المؤسف أنني أخاف أن تنكسر الأرض نصفين، ونسقط من اتساع مساحتها، والله العظيم حياتي كلها خوف وقلق من هذه الوساوس، ويزيد ألمي عندما يلاحظ الناس خوفي من هذه الأشياء وأنا في هذه المرحلة العمرية، ويكفيني ألماً الخوف من الصراصير أمام أولادي وضيوفي.
أرجو أن ترشدوني للحل، ولكم دعواتي ليل نهار.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بو وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي لديك -أخي الكريم- هو قلق المخاوف الوسواسي، وقلقك مركب وهو لأشياء بسيطة لذا يسمى قلق أو الخوف من الاشياء البسيطة، ولديك تفسيرات وسواسية كثيرة هي التي تزيد من وطئت هذه المخاوف، العلاج -يا أخي الكريم- يتمثل في علاج سلوكي، وعلاج دوائي، وعلاج اجتماعي، وعلاج إسلامي، بالنسبة للعلاج السلوكي قطعاً إذا ذهبت إلى طبيب نفسي هذا هو الأفضل ليجعلك تطبق برامج سلوكية معينة وذلك بمساعدة أخصائي نفسي، بصفة عامة هذه البرامج تقوم على مبدأ ما يسمى بتحليل المخاوف أولاً: يجب أن تفهم أنها ليست جبناً وليست ضعفاً من جانبك، إنما هي خبرات سلبية مكتسبة ربما تكون اكتسبتها في فترة الطفولة مثلاً، والخوف من شيء إذا لم يعالج فقد يولد خوفاً من شيء آخر.
ثانياً: هذه المخاوف خاطئة وأنت أخذتها بالصفة الشخصية، وهي تحدث لغيرك من الناس، وهنالك من يتجاوزها ويتخطاها، والتحليل للمخاوف يتم من خلال معرفة المثيرات والأشياء التي تأتي بها أي السببية أو ما يسبب هذه المخاوف إن عرف وكذلك كيفية التخلص منها، وبعد ذلك تبدأ في تحقير الفكرة ثم المواجهات لمصدر الخوف والمواجهة تكون أولاً في الخيال ثم التطبيق، ابدأ بأقلها وأضعفها مثلاً الخوف من الصراصير أو الجراد.
أولاً: حقر فكرة الخوف، ويجب أن تدرك إدراكاً صحيحاً أنها فكرة سلبية، إنك في مكان مكتظ بالصراصير أو الجراد أو الحشرات هذا ممكن جداً، وأنت قمت بالخروج من هذا الموقف بآمان وسلام، وبعد ذلك قم بمشاهدة مقاطع فيديو مثلاً للحشرات أو الصراصير أو الجراد وشاهد هذه المناظر والفيديوهات بتركيز وكل جلسة علاجية من هذا النوع يجب أن تستغرق 20 دقيقة، بعد ذلك قم مثلاً برسم الحشرات أو الجراد أو الصراصير واقرأ عنها وعن أجزاء جسدها هذا -أخي الكريم- يؤدي إلى نوع من الألفة، والإنسان إذا ألف الشيء لا يخافه ولا يكرهه، وبعد ذلك حاول أن تتجاوز هذا الخوف، وهكذا بالنسبة للصعود للأدور العليا، تصور هؤلاء العمال الذين ينظفون العمارات من الخارج قد أكون أنا أو أنت نقوم بهذا العمل، أنظر إليهم وهم ينظفونها بعد ذلك ابدأ في صعود الأدوار بالتدريج، الدور الأول أقف على البلكونة أنظر إلى الأرض لمدة 10 دقائق ثم بعد ذلك أصعد إلى الطابق الثاني والثالث وهكذا، هذه التمارين معروفة أخي الكريم وهي مفيدة.
على الجانب الاجتماعي يجب أن تكثف من تواصلك الاجتماعي، أحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية، على زيارة المرضى، زيارة الأرحام، تلبية الدعوات هذه مهمة جداً، وأكثر -أخي الكريم- من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الحرص على صلاة الجماعة في المسجد يقوي إرادة الإنسان في مواجهة المخاوف، وبعد ذلك عليك بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، عقار سيرترالين يعتبر من أفضل الأدوية التي تعالج مثل هذه الحالات، وقطعاً حين تتواصل مع الطبيب يصف لك هذا الدواء أو أي من الأدوية المفيدة، الأدوية مفيدة جداً فلا تحرم نفسك منها وهي سليمة.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق والسداد.