حالتي النفسية تؤثر علي فأشعر بعدة أعراض جسدية بعدها!
2019-03-24 08:15:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مُشكلتي هي القولون العصبي والقلق، يصيبني القلق وأنا نائم فيؤثر على القولون، على الأغلب يكون بسبب الأحلام والكوابيس، وأحيانا يصيبني خلال يومي، ويؤثر على شعري فيتساقط، التساقط يحدث فقط عندما أتعرض لهذه المواقف، وعندما يكون مزاجي ممتازا يكون شعري أيضا ممتازا.
أيضا يصيبني قلق من الأماكن المُزدحمة وعندما أقابل أشخاصا غرباء، عِلمًا أن هذه المشكلة بدأت معي منذ الثانوية، وتساقط شعري غير وراثي؛ فلا يوجد لدينا تساقط في العائلة، ولا في أي شخص من أقاربي، عِلمًا أن مشكلتي الرئيسية هي القولون والقلق، ولو تخلصت منهما ستحل كُل مشاكلي.
أنا في تركيا منذ ثلاثة أشهر للدراسة، وأشعر بالقلق، تناولت دواء اسمه (زولفت)، تناولته لمدة يومين فقط فزاد عندي القلق، ربما لأنه أول مرّة، فخفت وأوقفته من ثاني يوم من الاستخدام، فما هو العلاج المُناسب لأنتهي من هذه المشاكل المُتعبة المؤثرة على حياتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الذي يظهر لي أنه لديك قلق نفسي عام، مع شيء من أعراض المخاوف والاكتئاب البسيط، والتي لم تصل للدرجة المرضية، إنما هي مجرد ظاهرة.
نحن دائمًا ننصح الناس أن يكونوا إيجابيين في أفكارهم، الفكر السلبي يؤدي إلى سلبية في المشاعر والأفعال، لذا كن متفائلاً وكن حسن التوقعات، كن مستبشرًا، أنت صغير في السن، والله تعالى حباك بطاقاتٍ عظيمة يجب ألَّا تضيعها مع القلق والتوتر وعدم الاستفادة من القوة التي قال الله تعالى عنها: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعض ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة} فاستفد من الشباب قبل هرمك، ولا تضيع وقتك لا يفيد، و(اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ).
القولون العصابي سببه القلق، والتفكير الإيجابي يُساعد الإنسان في التخلص من أعراض القولون العصبي، وممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في حياتك، الرياضة تُساعد كثيرًا، فاحرص عليها وكن ملتزمًا بها.
تنظيم وقتك والحرص على الصلوات في وقتها، بل اجعل الصلوات الخمس ركيزة وبداية للانطلاق نحو الواجبات اليومية، ولحسن إدارة الوقت: ما الذي تريد أن تقوم به بعد الصلاة؟ ما الذي تريد القيام به قبل الصلاة؟ وهكذا.
التواصل مع أصدقائك مهمٌّ جدًّا، وحاول أن تتكيّف مع وضعك في تركيا، أنت الآن تدرس في تركيا، وهي بلد إسلامي ممتاز، والحياة فيها سهلة جدًّا، شجّع نفسك بفكرٍ إيجابي، وإن شاء الله تعالى تتحصّل على أعلى الدرجات العلمية، وترجع لأهلك ظافرًا غانمًا، يجب أن يكون فكرك في هذا الإطار.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: طبعًا إن تمكنت من الذهاب إلى طبيب نفسي فهذا هو الأفضل، وإن لم تتمكّن أعتقدُ أن عقار (استالوبرام) والذي يُسمَّى تجاريًا (سبرالكس) سيكونُ دواءً مناسبًا جدًّا لك، هو قريبٌ من الـ (زولفت)، والزولفت دواء رائع جدًّا، لكن الذي يظهر لي أنك ربما تكون قد أخذته بجرعة كبيرة نسبيًا - حبة كاملة - يفضّل أن يتناول هذه الأدوية بجرعة صغيرة كجرعاتٍ تمهيدية في البداية، ومن ثمَّ يتم البناء الكيميائي بصورة متدرِّجة ومتأنّية، وهذا ينتج عنه فعالية كيميائية إيجابية جدًّا تفيد الإنسان.
الآن أريدك أن تبدأ بالسبرالكس بجرعة صغيرة جدًّا، وهي: خمسة مليجرام يوميًا. الدواء يأتي في جرعة عشرة مليجرام، أريدك أن تتناول نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله. هذه جرعة صغيرة ومدة العلاج قصيرة، وأعتقد أنه سوف يُساعدك كثيرًا خاصة إذا أخذت بما ذكرتُه لك من إرشاد نفسي وإسلامي واجتماعيٍّ.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.