لدي وسواس وأفكار عن الموت وأن أجلي قريب
2019-03-21 06:03:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
نظرًا لما وجدته في موقعكم من حالات وتجارب ناجحة تشجعت لأطرح عليكم مشكلتي التي بدأت معي منذ أسبوعين تقريبًا، ومستمرة معي إلى حيث لا أعلم.
أنا امرأة متزوجة، لدي فتاة بعمر 9 شهور، مررت بفترة نفسية صعبة في بداية ولادتي، لأني أم جديدة وبسبب خلافات مع زوجي، ومضت الشهور بعد ولادتي تارةً تصبح أمور حياتي بخير وتارة أخرى تمر بصعوبات قليلة.
في الآونة الأخيرة لم أكن بخير تمامًا، أخبرني أحدهم من الممكن أن يكون هذا حسداً وما إلى ذلك.
قبل أسبوعين تقريبًا أصبحت تراودني أفكار عن الموت وبأن أجلي قريب! مما أثر علي نفسيًا وجسديًا، أصبحت كثيرة التفكير في هذا الأمر وأصبحت أرى ابنتي وأبكي عليها لأني سأفارقها.
أصبح نشاطي قليلاً جدًا، وغذائي سيئاً وقليلاً جدًا، وأحيانًا أتغلب على هذا التفكير إذا خالطت الكثير من الناس، لكن أحيانًا يسيطر علي فأبكي بحرقة قلب!
علمًا أني ذهبت إلى المستشفى لأطمئن على قلبي ونسبة الدم، وأخبروني بأن كل شيء طبيعي، ولا أعلم ما الذي علي فعله؟ لأني سئمت من التفكير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، الذي لديك هو قلق اكتئابي من النوع البسيط إلى المتوسط، أعراضك واضحة جداً وجلية، وربما يكون لديك أيضاً شيء من المخاوف كأحد مكونات القلق، قطعاً فترة الحمل وكذلك الولادة وما يعقبها هي فترة هشاشة لدى بعض النساء، لأن هناك تغيرات هرمونية كثيرة، ويعرف عن الولادة الأولى على وجه الخصوص أن نحو 40% من النساء يصبن بأعراض نفسية متعددة، وفترة النفاس لدينا في الطب النفسي هي سنة كاملة وليست 40 يوماً.
طفلتك الآن -حفظها الله- هي بعمر9 أشهر، وأنا أراك لا زالت في طيف النفاس، مما جعلك تحسين بالأعراض التي ذكرتها.
كوني إيجابية في تفكيرك، اجتهدي في رعاية زوجك وابنتك، كوني إنسانة نشطة متفائلة، حسن التوقع، احرصي على تعلم أمور دينك، مارسي رياضة، خاصة رياضة المشي على وجه الخصوص ستفيدك كثيراً.
الحسد موجود والعين موجودة لكن كلها يبطلها الله تعالى، بالرقية الشرعية والمحافظة على الأذكار، الأمر لا يتطلب أكثر من ذلك.
أرى أن حالتك طبية، لكننا نؤمن بما تؤمنين به من حسد وغيره، والإنسان يحصن نفسه ولا يحتاج لأكثر من ذلك، أنا أرى أنك محتاجة لأحد مضادات قلق المخاوف البسيطة.
أعتقد أن السبرالكس ربما يكون هو الأفضل، لأنه دواء بسيط طيب، وحتى إن كنت مرضعة لا بأس في تناوله أبداً، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، ابدئي بـ 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام تتناولينها يومياً لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة من فئة الـ 10مليجرام وهذه هي الجرعة الأصغر.
استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم اجعليها 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنت لست في حاجة لجرعة 20 مليجراما من السبرالكس وهي الجرعة العلاجية الأعلى وتوجد أدوية أخرى كستريرالين والفافرين والبروزاك لكن أعتقد أن السبرالكس يكون أفضل بالنسبة لك.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية، وحالتك إن شاء الله تعالى هي حالة عابرة، تناول الدواء مهم وضروري لأنه بالفعل سوف يشعرك بالارتياح في فترة قصيرة وتدعمي العلاج الدوائي بالإرشادات السلوكية والاجتماعية والإسلامية التي حدثتك عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.