هل يجب علي طاعة والد زوجي فيما يأمرني به وينهى؟
2019-03-17 06:34:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا وزوجي نعيش في نفس منزل أهله مع وجود فاصل، ووالد زوجي كثيراً ما يتدخل في شؤوني أنا وزوجي، ويحب أن يعرف دائماً مشاكلنا عن طريقي، ودائماً ما يضغط علي طول جلوسي معهم أن أحكي لهم ما بيني وبين زوجي، بهدف أنه سيحل المشكلة، ولكن زوجي لا يحب أن أتكلم عن أي مشاكل بيننا، ونحن متفاهمان جداً، ونحب بعضنا، وسرعان ما نتصالح، هل يحق لوالده أن أحكي له أي مشكلة أو أحكي له أي شيء بيني وبين زوجي؟
مشكلتي الكبرى معه أنه يريد دائماً أن أستأذنه في خروجي من المنزل، وأن يكون راضياً، ويجب أن يعرف ما الهدف من خروجي لأهلي في موعد غير الموعد مثلاً، على الرغم من موافقة زوجي، وأنا آخذ إذنه في كل شيء.
عندما لا يحب والد زوجي خروجي لهذا المكان يخبرني أنه لا يجب أن أخرج ثانية، وعندما أقول له: إن زوجي موافق ويعرف، يقول لي: أنا أعرف ولا تفعلي هذا، ودائماً ما يظهر لي أن زوجي صغير، ولا يعرف شئياً عن أمور الزواج، وأنا لا أحب تلك النظرة له.
هل يحق له أن يتدخل في شؤوننا؟ وهل يجب طاعته في ذلك رغم موافقة زوجي؟ وهل يجب أن أخبره دائماً لماذا خرجنا أنا وزوجي؟ وما السبب والهدف؟ وإلى أين نذهب؟ رغم أني قبل أي خروج زوجي يخبر أهله بأننا سنخرج، ويعرفهم المكان، ولكنه لا يعترض معه، وينتظرني أن أجلس معه ويضغط علي لكي أحكي له كل شيء، ويملي علي أوامره! وأنا لا أحب هذه المعاملة نهائياً.
أنا أجلس معهم ساعة أو أكثر يومياً، ولكن أفضل أن تكون في آخر اليوم حتى أكون انتهيت من مصالحي، وأن أجلس على راحتي في منزلي، وتجنباً للضغط من التدخل والمشاكل، ولكن يومياً ما يتصل بي والده حتى أجلس معهم من بداية اليوم إلى آخره، ولا أحب ذلك تجنباً للمشاكل، وتجنباً لتدخله في شؤوني أو توجيهه الأوامر لي.
هل يحق لي زيارتهم ساعة في اليوم أو أطيعه في ذلك رغم أنه فوق طاقتي؟ وهل يحق له أمري في شؤوني أو تدخله في حياتنا أو ندير حياتنا كما يديرها هو؟ وهل يعتبر ذلك عقوقاً لو لم ينفذ زوجي أوامر والده علي وعلى حياتنا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يجب على الزوجة أن تطيع والدي زوجها، إلا أن يكون في طاعة ومعروف.
أما الزوج فطاعته واجبة بالمعروف، لقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
لا يجب عليك خدمة والدي زوجك وأهله إلا من باب النصيحة والعشرة الحسنة لا من باب الإجبار.
لا يجوز لهم أن يتدخلوا في خصوصياتك أنت وزوجك إلا إن أقنعوا زوجك بما رأى فيه مصلحة أو دفع مفسدة، فأطيعي زوجك واصبري واحتسبي.
الواجب عليك هو استئذان زوجك فحسب، فإن أذن لك فلا يجب عليك أن تستأذني أحداً منهم.
ليس لهم الحق في معرفة تفاصيل حياتكما، ولا يجوز لك ولا لزوجك أن يخبرهم بما يكون بينك وبينه من أسرار البيت مطلقاً.
يجب على زوجك أن يبر والديه (في المعروف) وأن تعينيه على ذلك، وفي ذلك حسن ثواب الدنيا والآخرة.
حتى خدمتك لهم وإن لم يكن (ذلك) واجباً عليك لكنه مستحب عند الاستطاعة، وفيه أجر ومصلحة، بل ربما كانت المصلحة في مجاورة الابن لوالديه في بيت واحد إذا كان واسعاً، ولم يكن (هناك) ضرر، وربما كان الانفصال أفضل بحسب المصلحة والمفسدة للزوجين على الاحتمال.
أنصحك بمحاولة كسب والد زوجك بهدوء وصبر، وربما كان الأجدى والأفضل لكم الحوار مع والد زوجك لإقناعه أو بعض الحزم المصاحب للحكمة وحسن الخلق منك ومن زوجك.
والله الموفق والمستعان.