أحب فتاة حبا شديدا ولكني خائف من ماضيها!
2019-03-13 07:19:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب من تونس، عمري 32 سنة، أصلي منذ كنت في ال16، لم أترعرع في بلد محافظ أو أسرة محافظة، ولكن هديت للصلاة، وبها تجنبت المحرمات، فضلا من الله ونعمة.
بلغت عمري هذا ولم أرتكب كبيرة -والحمد لله-، وإني أخص في سؤالي هذا كبيرة الزنا وفتنة النساء رغم كل السبل السهلة في هذا البلد لفعل الفاحشة، ولم أصاحب بنتا، ولم ألمس بنتا في حياتي، والفضل والمنة لله.
منذ أشهر جاءت طالبة في الشركة التي أعمل بها، وقد وقعت في حبها وعشقتها، ولم أجد لذلك سببا خاصا دفعني لهذا.
البنت غير ملتزمة، وهذا ما أرقني وأتعبني، والله يشهد فقد أحببتها من قلبي، ولكن عقلي يرفضها لبعدها عن الله وجهلها بالدين.
تقابلت معها لأطلع على شخصيتها أكثر، وصدقت توقعاتي، فهي كأغلب بنات وطني للأسف، لا دين مطروح في الحياة.
بقيت على اتصال معها قرابة شهر لا أتكلم إلا عن الدين وجماله في تنظيم الحياة، وأفسر لها سوء اللباس الواصف، وأن جمال المرأة في عفتها وحيائها، وأنها بشر كرمه الله لا سلعة ترمى للناظرين في الطريق العام.
قابلتها مرتين، لم أرى فيها ميولا لأفكاري ولا تأثرا ولا استعدادا للتغيير، والمرة الثانية ضعفت وقبلتها وحضنتها، ولم أر صدا بل قبلتني وحضنتني، تأسفت على نفسي كثيرا وندمت وقررت الابتعاد.
صارحتها بأننا لا نصلح لبعض وانصرفت، ولكني لم أتوقف يوما في التفكير بها.
تواصلت معي مرة أخرى، وقالت إنها فهمت سبب انصرافي، وأني على حق، وأن تغيير لباسها وانضباطها لأمر الله يتطلب وقتا، وأن أصبر وأشجعها عليه، وحقا قد تحجبت بعد أكثر من 4 شهور، وتحافظ على صلاتها، وتصلح من تصرفاتها، وتحمد الله لمعرفتها بي، وتعرب عن أسفها في حياتها السابقة.
هي تسألني الزواج، وأنا أحبها -والله-، وأحببتها أكثر بعد تغييرها، ولكن أفكارا تنتابني بأن البشر لا تتغير طباعهم، وأخاف أن تغضبني بعد الزواج وتفسد حياتي.
أخاف أن تكون قد فعلت ما فعلت إرضاء لي لأتزوجها، وأن تعود لتصرفاتها ولبسها وطريقة حياة لم أحبها.
أوسوس كثيرا لتاريخها؛ لأنها لم تكن ممن يقدمون الحلال والحرام في حياتهم، تعذبني فكرة أن أحدا لمسها قبلي، ولا أريد أن أفكر في ذلك أكثر.
أسأل الله تعالى في كل صلاة أن يصرفها عني إن كان فيها شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، وأن ييسر لي أمري معها ويرضيني بها إن كانت قدري.
وقد صليت الاستخارة كثيرا، ولا أجد إلا حبا زاد في قلبي لها، وقد عجبت من هذا الإحساس فهو يأتيني بعد كل استخارة في أمرها، لا أعلم ماذا أفعل!
أأتركها بعد أن هداها الله وأبحث عن ملتزمة من عائلة ملتزمة، أم أخطبها وأتزوجها ويبقى الشك ينتابني في كل خطأ تفعله؟
أنا والله في حيرة من أمري، وأسأل الله أن لا أكون ممن يعذبهم الله في ما يحبون.
جزاكم الله خيرا، انصحوني فالدين النصيحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم -وفقك الله لهداه- أن الانفتاح والتعارف والتواصل بين الرجل مع امرأة لاتحل له أمر لا يجوز شرعا، ويؤدي غالبا إلى الوقوع في الحرام، وليس هذا هو الطريق الصحيح للبحث عن زوجة.
فعليكما: أولا: التوبة الصادقة مما حصل بينكما، والندم على ذلك، والعزم على عدم العودة إليه لعل الله أن يغفر لكما ما سلف.
كما ننصحك بالتأكد فعلا من التغيير الذي حصل لدى الفتاة إن كان عن قناعة وإخلاص وقبول للنصيحة، وليس مجرد خداع لك حتى تقبل بها زوجة؛ وذلك من خلال السؤال عن حياتها وتصرفاتها اليومية من بعض أقاربها أو صديقاتها، أو أي وسيلة أخرى مناسبة.
وفي حال تببن لك أن الفتاة صادقة في تغيرها وتدينها واستقامتها، وأنت تحبها ومتعلق بها، وقد اطمأن قلبك لها بعد كل استخارة، فاستكمل خطبتها والزواج منها.
كما يلزمك الاستمرار بعد الخطبة في نصحها وتعليمها أمور دينها وتشجيعها على الاستقامة، مع الحذر من الاختلاء بها، أو الانفتاح معها في الجوانب الجنسية والعاطفية؛ لأنها ما زالت أجنبية عليك.
كما عليك أن تحاول أن تقنع نفسك بها، وتبعد كل الخواطر والوساوس التي ترد إليك عنها، ولا تسترسل معها أبدا؛ حتى لا تفتح بابا للشيطان.
وعليك الاستمرار بالدعاء والتضرع إلى الله في إصلاح حالها وتيسير زواجك بها.
وفقك الله لما يحب ويرضى.