أشكو منذ سنوات من آلام في المعدة، فما علاجها؟
2019-02-03 09:49:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الرائع.
اليوم لديّ استشارة طبيّة هضميّة، أرجو أن تلقى منكم سعة الصدر والنصح الأنسب كعهدنا بكم.
أعاني منذ سنوات طويلة (حوالي ١٠ سنوات) من آلام متقطّعة في المعدة بدأت في السنوات الأولى على شكل حرقة أو عسر هضم (أو هكذا تم تشخيصه حينها بعد إجراء تصوير إيكو وتحليل براز)، ثمّ تطوّرت في السنوات الأخيرة لارتجاع مريئي يجيء أحياناً ويختفي أحياناً أخرى، لكنه بطبيعة الحال عندما يأتي يكون في الغالب شديداً ويتسبب بإيقاظي من النوم، والسعال الشديد، مع الاختناق، ثمّ بعد زوال الاختناق (بعد تناول حبوب مالوكس أو تناول خيارة باردة أو شرب الكثير من الماء) أبقى مرهقاً وأتنفّس بصعوبة ليومين أو ثلاثة أيام، وكأنّما هناك تشنّج في قصبات الصدر.
الحقيقة ما دفعني لكتابة هذه الاستشارة هو أنّني ومنذ عدة أسابيع بدأت أعاني من عرض جديد ألا وهو آلام المعدة المستمرّة بعد تناول الطعام، إضافة لعرض قديم يتمثّل في سخونة الأطراف خصوصاً القدمين، حيث أنني أضطر معظم الأحيان لتركهما خارج الغطاء لأستطيع النوم، وربما لا تسعفني الكتابة لوصف الألم لكن سأحاول حيث يتركّز في أعلى المعدة ومنتصفها, ليس بالألم البسيط ولكنه ليس ألماً شديداً، أيضاً وفي الغالب يمكن السيطرة عليه بحبة أو حبتين مالوكس حيث تختفي الأعراض من حرقة معدة وألم معدة، أما سخونة الأطراف فمسألة مستمرّة، وأحياناً تصبح هناك خروج غازات -أجلكم الله- بعد تناول حبوب المالوكس.
ربما يفيد هنا أن أعترف أنني ذو عادات غذائية سيئة، حيث أنني أتناول كميات كبيرة ومتنوعة من الأطعمة، وأنام بعد الطعام أحياناً، مع علمي أن هذا ربما يكون بيت الداء لكن حين يغلبني النعاس فلا مناص، ليس عناداً وإنما عدم قدرة على مغالبة النوم, ولا أعلم إن كان هناك قيمة مضافة إذا ذكرت أنّنا في العائلة من طرف والدي نعاني من داء السكّري (والدي وأعمامي وأبناء عمومتهم وجدّي وجدّتي .. إلخ).
بالنسبة للعلاج إضافة للمالوكس أتناول أحياناً أمبرازول ٢٠ ملغ على معدة فارغة لمدة يومين أو ثلاثة، وهو يشعرني بالراحة لكنني ما ألبث أن أنقطع عنه كوني آخذه دون إشراف طبيب حالياً، وإنما بناء على استشارة قديمة.
فما رأيكم؟ بارك الله بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
السبب الرئيسي في حموضة المعدة وارتجاع المريء وما يصاحبه من شرقة وبحة في الصوت وكحة ليلا هو التهاب المعدة بالجرثومة الحلزونية H-Pylori، ويتم تشخيصها بتحليل عينة من البراز، ولها علاج يسمى العلاج الثلاثي الذي يتكون من نوعين من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى أحد الأدوية التي تقلل من إفراز أحماض المعدة، مثل حبوب امبرازول الذي تتناوله عند الضرورة، ولكنه وحده لا يكفي، وبالتالي يتم القضاء على الجرثومة والتخلص من الحموضة.
وإذا اتضح عدم وجود جرثومة المعدة وأن نتيجة التحليل سلبية فقد تحتاج إلى عمل منظار للمعدة للبحث عن تقرحات في المعدة، أو ربما وجود فتق في الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى صعود عصارة المعدة إلى المريء، ثم الحلق، وندعو الله سبحانه وتعالى ألا تكون مدخنا؛ لأن التدخين أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحموضة والشرقة وبحة الصوت.
ولا مانع لحين التشخيص من تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة دون الشبع وفوق الجوع، مع تناول حبوب pantoprazole 40 mg قرصا واحدا على الريق صباحا لمدة أسبوعين، مع تناول حبوب domperidone 10 mg قرصا واحدا ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل.
ولا شك أن مرض السكر مرض وراثي في جزء منه، كما أنه مرض يصاحب السمنة والتقدم في العمر، ولكن فحص السكر الصائم 12 ساعة وكونه في حدود 95 ينفي الإصابة بالسكر أو ما قبل السكر، مع أهمية المحافظة على الوزن، وتناول الغذاء الصحي، خصوصا في وجبة العشاء، والاكتفاء بسلطة الفواكه مع اللبن الرائب أو الزبادي، وتجنب النوم المباشر بعد وجبة العشاء.
كما أنه من الضروري فحص فيتامين B12؛ لأن التهاب المعدة المزمن قد يؤدي إلى نقص ذلك الفيتامين؛ لأن امتصاصه يحدث في المعدة بفعل مادة تفرز فيها، كما يجب فحص فيتامين D، وفحص صورة الدم CBC، وتناول العلاج حسب نتيجة الفحص.
وفقك الله لما فيه الخير.