ما علاج الخوف والقلق ونغزات القلب التي أشعر بها؟
2019-01-15 09:33:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أما بعد: فأنا فتاة بعمر 20 سنة، طولي 1.57 ووزني 48، أعاني من نغزات في الصدر مكان القلب، هذا الشيء يقلقني جداً، ذهبت قبل حدوث هذه النغزات إلى طبيب عام، لأنني كنت أعاني من آلام الساقين، فقام بفحص دقات القلب وقال: سليمة، ولله الحمد، أكد لي أن كل الأعراض سببها مرض نفسي.
أنا أعاني من خوف وقلق ووساوس منذ 6 سنوات، وأعاني من مخاوف (الكفر والموت والمرض) أما خوفي الحالي الذي أرقني كثيراً هو الخوف من بعض الأشخاص، أنا أعرف أن الله معنا وأنه هو من يحفظنا، ولكن لا أعرف سبب الخوف، فهو منعني من العيش بسلام داخلي، دائماً أبكي.
أحاول لعدة مرات أن أقلع عن هذا الخوف، لكني أفشل، وكل هذه المخاوف أعطتني آلاماً في الصدر والظهر والساقين وضيق التنفس، أنا اليوم خائفة من مرض القلب، لأني منذ مدة طويلة، وأنا أعاني من المشاكل النفسية، فطمئنوني من فضلكم، وأعطوني حلولاً لتجاوز هذه المخاوف.
وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثيرًا ما يتحول التوتر النفسي بسيطًا كان أو شديدًا إلى أعراض جسدية، وأكثر المناطق التي تتأثر في جسم الإنسان وتظهر عليها هذه الأعراض الجسدية هي الصدر، لأن الناس تتخوف من أمراض القلب، وتكون هنالك وسوسة حول هذا الموضوع، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وعليه تتوتر عضلات القفص الصدري مما يظهر في شكل ضيقة أو كتمة أو نغزات أو ألم في الصدر.
حالتك واضحة جدًّا، وكما طمأنك الطبيب أنا أضم صوتي ورأيي إليه وأقول لك: أنت في الأصل لديك قلق مخاوف وسواسي من الدرجة البسيطة، وهو الذي أدّى إلى هذه الأعراض، وكل أعراضك النفسية التي تحدثت عنها هي ذات طابع وسواسي، والمخاوف حين تكون مرتبطة بالوساوس بالفعل تُسبِّبُ الكثير للإنسان من القلق والمشغولية.
حقّري هذا الفكر، تجاهليه تمامًا، كوني أكثر إيجايبة، استبدلي الفكرة الوسواسية بفكرة مضادة لها، لا تدخلي في نقاش الوساوس أو حوارها أو الاسترسال فيها، ولا تقرئي أبدًا عن هذه الحالات أو الأمراض أو الوسوسة أو المخاوف، لأن ذلك قد يُسبب تثبيت الوسواس عندك.
توكلي على الله، احرصي على صلواتك في وقتها، أذكار الصباح والمساء تبعث طمأنينة كبيرة للإنسان، وكذلك أذكار النوم.
كوني نشطة من الناحية الاجتماعية، خاصة في نطاق الأسرة، كوني صاحبة مبادرات وإضافات جديدة لأسرتك. اجعلي لنفسك أيضًا مشروع حياة، ما الذي تودين أن تقومي به في حياتك؟ وأنا دائمًا أرى أن حفظ القرآن أو أجزاء منه هي من أفضل مشاريع الحياة التي يمكن أن يكتسبها الإنسان، وقطعًا هذه سوف تكون إضافة عظيمة لك، وتوسّع من آفاقك ومقدراتك، وتُسهل لك أمورك في كل شيء.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة لأحد مضادات المخاوف والوساوس، عقار (سبرالكس) يُعتبر هو الأفضل في حالتك، لأنه سليم، ولا يُسبِّبُ الإدمان، ولا يضرُّ بالهرمونات النسائية. إذا تمكَّنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي هذا أفضل.
إن لم تتمكّني فيمكنك أن تتحصلي على هذا الدواء - أي السبرالكس، والذي يُسمَّى علميًا استالوبرام - تبدئي بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة كاملة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول السبرالكس.
ممارسة الرياضة وبعض التمارين الاسترخائية - خاصة تمارين التنفس المتدرِّج وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها وبسطها - أيضًا من سبل العلاج الممتاز جدًّا لحالتك هذه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.