زوجتي كثيرة الغضب والذهاب لبيت أبيها فبماذا تنصحون؟
2019-01-13 07:58:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
زوجتي تذهب إلى بيت أبيها دائما، وتقوم بترك البيت دون علمي أو إذن مني، وتغضب على أكثر الأمور بساطة وأمها تقوم باستقبالها، ولا تقوم بتوعيتها عن الأخطاء التي ترتكبها بتركها لبيت الزوجية، وتقوم أمها على تقويتها لتتمرد على زوجها.
كما أن زوجتي أفشت كل أسرار منزلي لأمها وأبيها وإخوتها وأقاربها، ولم تترك شيئا إلا وتحدثت عنه، وتشوه صورتي، وتخبر بكل ما حدث منذ أن تزوجنا، حتى بالأسرار الشخصية قامت بالإفصاح عنها، ولدي منها ولدين، وأبوها لا يريد أن ترجع لبيتها فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال وأن يعينك على الصبر على زوجتك وأن يهدى الجميع لأحسن الأخلاق والأعمال وأن يحقق لكم في طاعته الآمال.
ما حصل من زوجتك من إفشاء للأسرار خطأ كبير، كما أن في مجاراة أهلها لها خطر على الأسرة، ومهدد لمصلحة الأطفال، ولكننا ننتظر منك الحنكة والحكمة وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار.
وأنت يا بني أعلم الناس بأهلك، وندعوك لاستحضار ما فيها من إيجابيات بعد أن ظهرت لك ولنا بعض السلبيات، وتذكر المعيار والمقياس النبوي، لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر، وما من إنسان إلا وفيه سلبيات وله إيجابيات، وكلنا بشر، والنقص يطاردنا رجالا ونساء، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
ولا يخفى على أمثالك أن عادة إفشاء الأسرار من السلوكيات التي تحتاج لبعض الوقت، حتى يتم التخلص منها؛ لأن لها علاقة بالطريقة التي تربت عليها، فتسلح بالصبر والحكمة، وتواصل مع موقعك حتى نتعاون في العلاج.
ومما يعيننا على فهم ما يحصل البيان التفصيلي لبعض المواقف التي غضبت فيها وخرجت من المنزل، أيضا الكيفية التي تعاملت بها مع تلك المواقف حتى نتصور ما يحصل، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تعلم زوجتك أن إفشاء الأسرار محرم من الناحية الشرعية، وهو من أخطر ما يهدد الحياة الزوجية، وعليها أن تدرك أن الأسرار التي لا يجوز نشرها ليست وقفا على أسرار الفراش، ولكن يدخل فيها كل ما يكره الشريك نشره.
ونسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يكتب لكم التوفيق والسداد، وأن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب.