أريد حلا للأمراض النفسية التي أعاني منها فقد كرهت الحياة!
2019-01-07 05:13:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أولا: أشكركم على اهتمامكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
عمري 25 سنة، أعاني من خوف، وقلق، وهلع، واكتئاب، وتوهم مرضي جسدي ونفسي، وأخاف من الموت، أحس أنني أراقب نفسي، ولا أشعر بنفسي أحيانا، أخاف أن أفقد السيطرة على نفسي، أعد الأيام وأخاف من الذي سيأتي، وماذا سيحصل لي؟
أخاف أن يصيبني الجنون، ضربات قلبي أحسها في كل جسدي، بعض الأحيان أشعر برجفة في بعض من مواضع جسمي، أشعر بألم في جوانب رأسي أحيانا فوق أذني، أخاف من الوقوع وأنا أمشي، علما أنني أصبت بهذا المرض بعد وفاة والدتي قبل أربع سنوات، ولكنه كان متقطعا، إلى أن تزوجت أختي قبل ثلاثة أشهر، وكنا نعتبرها مثل أمي، وبعدها عاودني الاكتئاب ولكن أكثر من السابق.
في يوم ما توفي أحد أصدقائنا بسبب جلطة ومشاكل كانت معه، وأيضا كان يعاني من الضغط، فبعدها زادت حالتي سوءًا، وعكست ذلك على نفسي، أخشى أن أصاب بالشيء ذاته، الحمد لله الفكرة بدأت تختفي من رأسي، ولكن بقيت الأفكار الغريبة التي أشعر بها مثل الجنون، ومراقبة نفسي، والهلع والخوف، والاكتئاب المستمر.
أتمنى أن تفيدوني لأنني تعبت جدا، وكرهت حالتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلق المخاوف علّة منتشرة وكثرت وسط الشباب في هذا الزمان، ربما يكون نسبةً لضغوطات الحياة ومشاكل اضطرابات الهوية، والبعض ابتعد عن الدين، وهذا كله قد أثر على الناس، لكن الخوف أيضًا يُصيب البر والفاجر والمسلم وغير المسلم التقي وغير التقي، لكن قطعًا الدين يزيد من الدفاعات النفسية عند الإنسان ويجعله يتعامل مع قلقه وخوفه بصورة أفضل.
أيها الفاضل الكريم: أفضل علاج للخوف هو تجاهله وتحقيره، وعدم الدخول في وسوسة حوله ونقاشه مع الذات، هذه وسيلة علاجية نراها مفيدة، والخوف من الموت أمرٌ شائع، والإنسان يجب أن يخاف من الموت خوفًا شرعيّا، ولا يخاف منه خوفًا مرضيًا. الموت آتٍ والموت حق، والآجال بيد الله، والإنسان يسعى دائمًا لما بعد الموت. بهذه الكيفية يتواءم الإنسان مع هذا النوع من الخوف ويحوّله من خوفٍ سلبي مرضي إلى خوف إيجابي وصحي ومفيدًا للإنسان.
من وسائل علاج الخوف أيضًا التواصل الاجتماعي، الإنسان حين يكون لديه بناء اجتماعي ممتاز وإيجابي ويقوم بواجباته الاجتماعية على أكمل ما يكون هذا يؤدي إلى تطوير المهارات النفسية الداخلية، ممَّا يُقلل من الخوف كثيرًا.
أنت تتأثّر كثيرًا بالأحداث الحياتية، ومن الواضح حين تحدَّثت عن وفاة أحد أصحابكم وموضوع الجلطة - نسأل الله له الرحمة والمغفرة - وبعد وفاة والدتك أيضًا حصلتْ لك هذه المخاوف - نسأل الله لها الرحمة والمغفرة - فالحياة فيها هذه الأحداث، ولا أحد يستطيع أن يُغيّر فيها أي شيء، فيجب أن تقنع نفسك بأن الهشاشة النفسية والتفاعلات السلبية لكل حدثٍ حياتيٍّ سوف يؤدي إلى تدهور صحتك النفسية، فكن ثابتًا، كن قويًّا، مَن تُوفي إلى رحمة الله اسأل الله له الرحمة، المريض اسأل الله تعالى له أن يعافيه ويشفيه... وهكذا هي الحياة، وقم بزيارة المرضى في المستشفيات، هذا أيضًا فيه نوع من التعريض الإيجابي جدًّا، ويجعلك أكثر قوة وصلابة في مواجهة الخوف.
زواج أختك يجب أن تعتبره حدثًا سعيدًا، هذا حدثًا مُفرحًا، وليس حدثًا اكتئابيًا أبدًا، أنت تحتاج لتصحيح المفاهيم، مفهومك هنا خاطئ - أيها الفاضل الكريم - طوّر نفسك من الناحية المهنية، وكما ذكرتُ لك من الناحية الاجتماعية، احرص على واجباتك الدينية، والصلاة يجب أن تكون في وقتها. بهذه الكيفية تتطور النفس.
أيضًا أنصحك بتناول أحد مضادات المخاوف، وعقار (سبرالكس) على وجه الخصوص عقار جيد، وسليم، وهو متوفر، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة - أي عشرة مليجرام - يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء طيب، وجيد، وسليم، ونسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.