هل صغر حجم الثدي سيؤثر على مستقبل زواجي؟
2018-12-26 06:30:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزيتم عنا خير الجزاء على مساعدتكم وعونكم الدائم، والذي نحن في حاجة شديدة إليه من موقع له ثقة كبيرة.
أنا فتاة عمري 25 سنة، مخطوبة ومقبلة على الزواج، أعاني من صغر حجم الثدي، وهذا أمر وراثي تعاني منه أمي وأختي، علما أن دورتي الشهرية منتظمة، ولا أعاني من أي مشاكل صحية، ولكن لدي ما يسمى بتفاحة آدم في رقبتي، وهي ظاهرة جدا وواضحة، وأنا أعلم أنها من مظاهر الرجولة وهرمونات الذكورة، مع أن صوتي طبيعي، فهل أقوم بعمل تحاليل الهرمونات، أم أن انتظام الدورة دليل على صحة نسب الهرمونات؟
وأيضا أنا فتاة حساسة جدا، أتأثر من النظرة والكلمة، وأخشى أن يقوم زوجي مستقبلا بالتعليق أو أي فعل يشعرني بالنقص بخصوص حجم الثدي، مع أن هذا الأمر لا يمكنني التحكم فيه أبدا، لا عن طريق النظام الغذائي ولا الرياضة، ولا يوجد حل إلا العملية الجراحية، ومخاطرها كثيرة جدا، حيث أنني درست الطب وأعلم ذلك.
فأرجوكم دلوني على الصواب، وجزاكم الله عني خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
بالفعل -ابنتي- فإن حجم الثدي له علاقة وثيقة بالوراثة، والوراثة هي وراثة تراكمية، بمعنى أن المسؤول عنها ليس مورثة واحدة بل عدة مورثات، ولذلك فهنالك طيف واسع لحجم الثدي، لكن الأمر المهم هو أن وظيفة الثدي لا تتأثر بحجمه -كما تعلمين- لأن عدد غدد الحليب في الثدي هو عدد ثابت سواء كان الثدي كبيرا أو صغيرا.
وكذلك الأمر بالنسبة لتفاحة آدم، أو البروز في الحنجرة، فهو أيضا له علاقة بالوراثة، ولا ضرر من وجوده، إلا من ناحية جمالية، وبالفعل لا حل لهذه المشكلة إلا الحل الجراحي فقط، ولكن لا ننصح باللجوء إلى هذا الحل إلا في حال كانت الحالة شديدة، وتسبب حرجا للفتاة.
بالنسبة لخوفك من أي تعليق سلبي قد يبديه زوجك مستقبلا بشأن الثدي أو تفاحة آدم، أو أي شيء آخر في جسمك فأقول لك: إذا حدث ذلك، فإنه يدل على أن هذا الإنسان هو إنسان يهتم بالمظهر وليس الجوهر، ومن يعاير الآخرين بشكلهم أو خلقتهم هو إنسان يعاني من خلل في الشخصية، وهذا مثبت في الطب النفسي، وقد يكون لديه عيوب أخرى كالكبر والغرور وعدم احترام مشاعر الآخرين، وغير ذلك من الصفات السلبية، وفي هذه الحالة سيكون هو الذي يعاني من مشكلة وليس أنت، بمعنى أن الخلل سيكون في هذا الشخص وليس في كونك إنسانة حساسة، فمن لا يراعي مشاعر الآخرين في أمر ليس لهم الخيار فيه، ولا القدرة على تغييره، هو إنسان قليل الإيمان، ويعاني من مشاكل في داخله ويقوم بإسقاطها على الآخرين.
نصيحتي لك أن تكوني طبيعية وواثقة من نفسك في تعاملك مع خطيب المستقبل، واتركيه يرى منك أي شيء تعتقدين بأنه قد لا يعجبه، ففترة الخطوبة هي فترة هامة ليتعرف كل طرف على شخصية الطرف الآخر، واستخدمي خلالها حدسك في الحكم على هذا الشخص، فإن وجدت بأنه يعاني من اضطراب في الشخصية، وأنت طبيبة، وبالتأكيد ملمة باضطرابات الشخصية، فالخيار سيكون لك بالموافقة أو الرفض.
بقي أن أقول لك -يا ابنتي- بأن عليك أن تعلمي بأننا لا نستطيع التحكم في سلوك الآخرين ولا تغيير طباعهم، لكننا نستطيع التحكم بردود أفعالنا نحو سلوكهم وطباعهم، ولذلك اجعلي هذا منهجك في التعامل مع الناس، أي تعلمي كيف تتحكمين في ردة فعلك وفي مشاعرك نحو أي نقد أو تعليق على سواء كان على شكلك أو على تصرفاتك، فهذا سيجلب لك الراحة النفسية وسيجعلك شخصية مميزة -بإذن الله تعالى-.
أسأله عز وجل أن يكتب لك كل الخير والتوفيق في حاضرك ومستقبلك.