أعاني من اكتئاب وتوتر وقولون عصبي ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، ما رأيكم؟
2018-12-19 08:46:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
دكتور عمري 30 سنة، وأعاني من اكتئاب وتوتر وأعراض القولون العصبي، ونفسي على غير طبيعتها المرحة التي كنت عليها، أحيانا أكون متحسسا من أتفه الأمور، وأكثر الأوقات أكون مكتئبا ولا ينسيني معاناتي إلا النوم معظم الوقت، ولكن نظرا لظروف الحياة العملية لا أستطيع، فأكون أشد توترا، وفي صراع وضغط داخلي شديد، وأتصنع أنني مرتاح ومبتسم للآخرين، وأتجنب الاصطدام مع الآخرين لكثرة ما مر علي من مشاكل قد تصل بي لأن اعتدي على الشخص الذي أمامي لأتفه الأمور.
تناولت قبل سنة السبرالكس لمدة 10 أشهر بجرعة 10 ملجرام، بعد قرائتي لإحدى الاستشارات في هذا الموقع، وكنت أحس بقليل من الاسترخاء وتوقفت عنه تدريجيا، لكن سرعان ما عاد لي التوتر ونوبات الاكتئاب، يزعجني التوتر جدا لدرجة أنني أحس أنني أريد أن أهرب، ولكنني لا أدري إلى أين؟ وعندما يراودني هذا الشعور أتذكر قول الله تعالى: "ففروا إلى الله"، فأقرأ القرآن، وأحافظ على الصلاة، وأحاول أن أصبر نفسي، لكنني متعب جدا، ولا أدري ما أصابني؟
علما أنني في حالتي هذه منذ أكثر من خمس سنوات.
أتمني أن تصف لي دواء قليل الآثار الجانبية، وتصف لي الجرعة بالتفصيل.
جزاكم الله كل خير على ما تقومون به من مجهود في مساعدة الآخرين خاصة الأشخاص الذين لا يستطيعون التردد على العيادات النفسية لظروفهم المادية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب -أخي الكريم- أريدك أن تكون أكثر إصراراً على التغير الإيجابي وهو ممكن على مستوى الفكر، على مستوى المشاعر، وعلى مستوى الأفعال، ولا بد أن تؤمن بأن بمقدراتك موجودة كامنة، قد تكون أيضاً خاملة، لكنها موجودة، ضع لنفسك برنامجا يوميا لتدير من خلاله وقتك، ولا بد أن تشكل وتصنف وتكون أنشطتك متعددة، وقتا للرياضة، ووقتا للصلاة، وقت للتواصل الاجتماعي، وقت للترفيه عن النفس، وقت للعمل، من يحسن إدارة وقته يحسن إدارة حياته وتتبدل المشاعر.
واجعل لنفسك أيضاً شيئا من البرامج المستقبلية، يجب أن تكون أهدافك واضحة، أهدافا آنية، أهدافا متوسطة المدى، أهدافا بعيدة المدى، وأهدافا للحياة بعد الموت، الهدف الآني، أي شيء تقوم به في خلال 24 ساعة، إذا اتصلت بصديق بعد مدة من الانقطاع، إذا زرت مريضاً هذا هدف جميل جداً يعود عليك بخير كبير، أن تقوم بأي عمل، أن تدخل كورس وتنجزه في خلال 6 أشهر، أن تحفظ جزءين أو ثلاثة من القرآن في خلال 6 أشهر، هذا هدف متوسط المدى، وبالنسبة للأهداف البعيدة التطوير المهني، التواصل الاجتماعي الجيد، أن تكون أهدافك واضحة، الزواج، الذرية هذه الأهداف التي يجب أن تسعى لها، وهي الطريقة المثلى لتغيير الفكر والاستفادة من الوقت، وأن يحس الإنسان بفاعليته، لا بد أن تقتنع بمقدراتك الإيجابية وتحطم الفكر السلبي، ووجدنا أن بر الوالدين والتواصل الاجتماعي الممتاز وممارسة الرياضة والالتزام بالصلاة مع الجماعة في وقتها هي النقاط الجوهرية التي تبدل الإنسان على المستوى الفكري والنفسي، وتجعله من شخص محبط ومكتئب إلى شخص فاعل ومفيد لنفسه ولغيره.
بالنسبة للعلاج الدوائي أبشرك توجد أدوية ممتازة وسليمة، وأعتقد أن البروزاك والذي يسمى فلوكستين هو الأمثل في حالتك نسبة لسلامته وفاعليته وقلة آثاره الجانبية، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 20 مليجراما أي كبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.