زوجي لا يشاركني حياته، ويهددني بالطلاق.. هل أطلب الطلاق؟
2018-12-10 08:11:11 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم جزيل الشكر على إفادتكم وإرشادكم لي فيما يخص مشكلتي، وأتمنى لكم التوفيق والاستمرارية في عملكم هذا.
طلبتم مني بعض التفاصيل، أتمنى أن أوصلكم ما سيساعدكم في إفادتي، ورقم استشارتي هو 2386721.
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، أبلغ من العمر 26 سنة، كانت أيام الزواج الأولى على ما يرام، لكن بعدها بدأت المشاكل بيني وبين زوجي، وأصبح التفاهم يغيب في علاقتنا، وربما بعده عني أيضا زاد في عدم تفاهمنا، حيث يسكن خارج البلاد.
كانت نقاشاتنا في البداية عن طلبي لزيارة أهلي أو أحد أقاربي، فمثلا عندما أطلب منه أن أقضي أسبوعا عند أهلي كان يرفض ذلك، أو يحدد المدة من يومين إلى أربعة أيام، رغم أني لم أراهم لمدة خمسة أشهر.
في البداية ظننت أنه لا يريدني أن أسافر كثيرا، ولكن مع توالي الأيام لاحظت أنه عندما يتعلق الأمر بعائلتي فقط.
منعني من زيارة أعمامي، رغم أننا نسكن في نفس المكان، انزعجت من الأمر كثيرا خصوصا وأنني حديثة عهد بالزواج، وبعيدة عن أهلي وزاد عن ذلك بعض تصرفات أهله التي أحسستني بأني وحيدة، وأنني غريبة عنهم، رغم علاقتي بهم منذ مدة طويلة.
رغم كل هذا أحاول تجاوز الأمر والتأقلم مع الوضع، لكن ردوده في النقاشات أثرت عليّ أكثر مما أثرت علي شروطه.
وقع خلاف بيننا فأخبرني بأنه لا يثق إلا في والديه في البداية، قلت مع نفسي ربما لم يقصد ما يقول، ولكن بعد ذلك تحققت من كلامه، فهو يسألني ويسأل أهله بعدي، فغياب التفاهم والاحترام والثقة وتأثير ذلك على صحتي هو ما جعلني أفكر في الطلاق.
مرت علي سنة مرض على مرض وتأزمت نفسيتي، ولكن -الحمد لله- على كل حال، زوجي إنسان عنيد لا يتنازل عن كلامه، ويريد أن تنفذ مطالبه كما طلبها هو ولا يهمه إن كان ذلك يعجبني أو لا، ولا يشاركني حياته الخاصة، ولا يعبر عن مشاعره تجاهي.
لن أنكر أنه يوفر لي احتياجاتي من مأكل، وملبس، لكن مع الأسف نسي ما هو أهم من ذلك وهو الأمان، عندما يهددك الإنسان بالطلاق عند خلاف حول أبسط الأشياء التي لا تستحق حتى النقاش بذاته تصبح حياتك غير مستقرة، وتطرح في نفسك عدة تساؤلات.
أعتذر عن إطالتي في الموضوع، أتمنى أن أكون قد أعطيتكم التفاصيل المهمة التي ستساعدكم في إفادتي في الموضوع أكثر، وجدير بالذكر فردكم على استشارتي ساعدني، وبعث لي أملا، وأطلب من الله عز وجل أن يوفقني وإياكم وأن يبلغنا طريق الهدى.
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك مجددا، ونشكر لك الاهتمام والتوضيح، ونشكر ثناءك على موقعك، ونؤكد لك أن كل من في الموقع يتشرفوا بخدمة أبنائنا والبنات، ونسأل الله أن يجلب لك الاستقرار، وأن يرفعك عنده درجات.
أعجبتني عبارة "أحاول التأقلم"؛ لأنها مهارة العقلاء والفاضلات، ونتمنى أن تستخدمي مهارة المداراة، والتي تعني معاملة الناس بما يقتضيه حالهم، ونتمنى أن لا تستعجلي في طلب الطلاق، ولا تتأثري كثيرا عندما يهدد بالطلاق؛ لكونه شاب وأنت كذلك، وكلاكما بحاجة للتوجيهات، وغدا سوف تشرق عليكم الحياة بمزيد من التفاهم والفهم، فاجتهدي في تضخيم الإيجابيات، واحرصي على أن تفسري ما يصدر منه بالطريقة الإيجابية، والتمسي له الأعذار، وشجعيه على التواصل مع موقعكم حتى يستمع إلى الإرشادات.
نحن بلا شك لا نؤيد تهديده بالطلاق، ولا نرضى باستعجالك في طلب الطلاق، فالطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، ففوتوا الفرصة على شياطين الإنس والجن، وانتظري عودة زوجك حتى يسهل التفاهم بينكما فإن البعد لا يساعد على التفاهم، ونحن لا نؤيد المناقشات في مثل هذه الأحوال، ولكن القرب مجلبة للود، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.
بالنسبة لمسألة الزيارات التي يسمح لك بها، أرجو قبولها مع شروطها التي تدل على حرصه عليك، وقد يكون دافع التحديد هو رغبته في أن تكوني في بيته الذي يوفر لك فيه الاحتياجات، وننبه إلى أن توفير الاحتياجات والطلبات لون من التعبير عن الحب عند الرجال.
كما أن بعض الأزواج يتحسس من تنقل زوجته هنا وهناك لوجود مفاهيم عند الناس من أنه تارك زوجته، ومهمل لها، بل ربما وجد من النمامات من تقول هو مهملها، وهي غير مرتاحة، فانتبهي لما أشرنا إليه، من ضرورة التماس الأعذار للتصرفات والمواقف.
أرجو أن تقدري غيرته كرجل، كما أرجو أن لا تأخذي كلامه عند الانفعال وشدة الخصام ولا تفسريه بما لا يقصده، وعليه كذلك أن لا يأخذ المواقف بظاهرها، أو يصدق كل ما يصل إليه، واقتربي من أهله فهم أيضا لك أهل، وكوني كما أرد الله لتربحي الدنيا والآخرة.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل والاستفسار عن المواقف حتى نتعاون في تفسيرها، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الصبر فإن العاقبة لأهله.